الصباح اليمني_ مساحة حرة|
ودعتُها كالعادة على أمل اللقاء ، قمتُ بتجهيزها ، تولى والدها إيصالها إلى المدرسة ، قبل أن تذهب أخبرتني: أن لديها امتحان مهم اليوم.
أخبرتُها: أن قلبي ليس مطمئنًا اليوم ، لا أريد منها الذهاب.
_ اقتربت إلى حضني احتضنتني بقوة ،وكذلك فعلت ،
وكيف لا وهي قطعة من روحي ، وابنتي الأولى ، وفلذة كبدي ، من أتت بعد سبع سنوات من الانتظار.
شممتُ رائحتها كانت تشبهُ رائحة المسك ، وذلك الوجه الدائري ، والخدين المليئن ، من لا أكف عن تقبليلهما ، لامستُ تفاصيل وجهها لم أعلم لماذا ، ولكنني فعلت…
البستها حقيبتها ،
وذهبتُ بها إلى الباب ،
أمسكت يد أبيها وقبل أن تختفي من باب العمارة ناديتها :ملاك…
أسرعت إليّ أحتضنتها بشدة، شعرتُ وكأنها المرة الأخيرة التى أرى ثمرة انتظاري أمام عينيّ لكن لا كنتُ مخطئة ؟
فقد كُتب أن أراها مرة أخرى ولكن مغطاة بالدماء ، ووجهها لا يكاد يُرى، لايُعرف منها سوى خديها اللذان أصبحى مشققان وتسيل منهما الدماء.
جميلتي بلا يدين ، فلأنفجار أخذ منها أجزاءها حرمني من أحتضانها كاملة مرة آخرى كما غادرتني الصباح ، حبيبتي ذهبت وكأن انتظاري ذات يوم ضاع هباء،
ملاك
ثمرة الحب والانتظار ذهبت مع الرياح ، كم أخبرتني أنها تتتمنى الطيران وكانت تدعو بذلك دومًا!
فربما اللّه استجاب لها مبكرًا
وجعل لها عوضًا عن اليدين ،جناحين ،
فصغيرتي لم تكن يومًا بشرًا ، ولكنها كانت كما اسميتُها ملاك.