نقلت صحيفة العرب الدولية عن محللين مختصين في الشأن اليمني ان القرارات التي اصدرها هادي والتي قضت باقالة وتعيين اخرين تدخل ضمن خانة تصفية الحسابات السياسية، وإقصاء الأشخاص ذوي الوزن الشعبي والفعل الحقيقي على الأرض بينما رأس السلطة يواجه أزمة شرعية مألاتاها الفشل في إدارة الشأن العام والانفصال عن المشاغل اليومية لسكان المناطق المحرّرة. وبحسب الصحيفة فقد أثارت قرارات هادي المخاوف بشأن استقرار المناطق المحرّرة ووحدة اليمنيين واصطفافهم خلف استكمال معركة تحرير باقي المناطق، في منعطف حاسم مع التوجّه لإطلاق معركة الحديدة.
محللون عزوا الدوافع لتلك القرارات غير المدروسة، في هذا الوقت الحساس إلى وقوع هادي تحت ضغوط شديدة من قبل جماعة الإخوان المسلمين التي فتح لها قرار تعيين علي محسن الأحمر نائبا للرئيس في وقت سابق باب الوصول إلى سدّة اتخاذ القرار.
وبحسب مصادر سياسية يمنية تحدّثت لـ”العرب”، فإن قيادات جماعة الإخوان، ومن ضمنهم الأحمر يستدرجون هادي، بالتنسيق مع قطر، لإحداث فوضى في عدن تتيح لهم السيطرة على المدينة ذات الأهمية الاستراتيجية بعد أن واجهوا مصاعب في الاستيلاء عليها مع وجود قيادة جنوبية قوية تحظى بإجماع شعبي.
وبحسب المحلل السياسي اليمني عزت مصطفى إن عيدروس الزبيدي ساهم بدور مشهود في تطبيع الحياة في العاصمة عدن بعد تحريرها واستتباب الأمن وتطويق الجماعات الإرهابية التي حاولت التسلل إلى المدينة مشيرا بان قرار إقالة المحافظ جاء استباقا لمؤتمر كان ينوي عيدروس عقده للإعلان عن تدشين إقليم عدن بصلاحيات واسعة تقترب من تلك التي أعلن عنها مؤتمر حضرموت الجامع كاستحقاقات لإقليم حضرموت، وهي الخطوات التي تقلص من نفوذ مراكز القوى تأتي في مقدمتها حزب التجمع اليمني للإصلاح، ذراع جماعة الإخوان الذي لم يخف ناشطوه ابتهاجهم بقرار إقالة محافظ عدن.
محللون سياسيون اشاروا إلى أن أولويات الدولة اليمنية في الوقت الراهن يفترض أن تنحصر في تعزيز تواجد الحكومة في المناطق المحررة والقيام بدورها في تخفيف معاناة الناس جرّاء انعدام الخدمات، معتبرين أن إصدار المزيد من قرارات التعيين في سبيل تحقيق مصالح سياسية لن يخدم البلد وسيسهم في تعقيد أوضاعه السياسية والأمنية
وكان الزبيدي قد عقد قبل ايام مؤتمرا صحفيا شكا فيه المحافظ حجم العراقيل التي حرصت جهات موالية لهادي على وضعها في طريق محاولاته إعادة الخدمات الأساسية لسكان المحافظة.وقال إنّ وعود الحكومة بتوفير الخدمات لم تكن سوى “حبر على ورق”، منتقدا ما سماها أطرافا في حكومة هادي بافتعال الأزمات بشكل مستمر، وذلك للإطاحة بالسلطة المحلية.
وفي انعكاس شبه آلي لقرارات هادي على استقرار المحافظة، شهدت عدن حالة من التوتر وتم قطع طرقات داخلية في المدينة بالتزامن مع تظاهرات حاشدة، إضافة إلى قطع الطريق الرابط بين الشمال والجنوب في الضالع، في ردات فعل شعبية وصفت بالتلقائية على التغيير الحكومي.