الصباح اليمني_ تقارير| خاص
شكّلت حرب التحالف السعودي الإماراتي على اليمن فرصة لتخلص الأخيرة من الهيمنة التاريخية لدول المنطقة وداعميها الإقليميين، وهو ما جاء عكس الحسابات الخاطئة للتحالف ومن يقف خلفه، واعتبرتها قوات صنعاء نقطة البداية لبروز قوة عسكرية تنامت وتطورت في كافة وحداتها حتى أًصبحت اليوم قوة ردع استراتيجية تستخدم ضد من ينكث عهود واتفاقيات السلام حسب آخر تصريح لوزير دفاع صنعاء.
وكان التحالف أعلن في 26 مارس 2015م، بدء حربه على اليمن وأعلن على لسان ناطقه السابق أنه دمّر خلال الأسابيع الأولى كل القدرات الباليستية للجيش اليمني، التي كانت بيد “أنصار الله”، وظل هذا التصريح يتردد مع غالبية الطلعات الجوية ليبرر ارتكاب التحالف آلاف الجرائم.
ولم تقف القوة الصاروخية عند الاحتفاظ بمخزونها الاستراتيجي من منظومات، حيث أنه وبعد شهرين من الحرب، أزاح قسم التصنيع العسكري التابع لقوات صنعاء لأول مرة عن “منظومة صواريخ النجم الثاقب1 و2 بمدى بين 45 إلى 75 كيلو متراً” وكانت هذه المنظومة بداية لمرحة استراتيجية من الردع، وصلت اليوم لامتلاك صنعاء مخزون استراتيجي من الصواريخ الباليستية الذكية والطيران المسير الذي وصلت ضرباتها عواصم التحالف ومدنه الاستراتيجية.
ورغم سياسة الإنكار التي برع فيها التحالف مع كل ضربة استراتيجية يتلاقها من السلاح الذي أدّعى استهدافه كليا، تظهر نفسها شواهد يخفيها التحالف ويكشفها انزعاجه الكبير حين يطالب المجتمع الدولي بالتدخل وأيضا النتائج على الأرض وصفقات الأسلحة المهولة التي عقدتها السعودية والإمارات منذ 2015م التي تقدر بمئات المليارات من الدولارات.
وأعلنت صاروخية صنعاء في أغسطس 2016م نجاحها في تطوير صاروخ باليستي اطلق عليه “بركان1” يصل مداه لأبعد من 800 كيلو متر، وفي فبراير 2017م استهدفت صنعاء لأول مرة بصاروخ باليستي جديد “بركان2، قاعدة عسكرية غرب الرياض، وفي يوليو 2017م أزاحت الستار عن “بركان H2” الذي وصل مداه إلى أكثر من 1400 كيلو متر، ليحدث تحولا كبيرا في استراتيجية المواجهة، وصلت ضرباتها إلى قصر اليمامة في الرياض ومطار الملك خالد، وأهدف عسكرية حيوية سعودية عديدة.
وتسارعت المنظومات الصاروخية ذات القدرات المتطورة في دخول خط المواجهة خلال عام 2018م، وتم الكشف عن “بدر1” وصواريخ الجو والبحر، لتحدث تحولا مفاجأً للتحالف في الدفاع البحري، والكشف عن منظومة صواريخ “مندب1” التي قال عنها رئيس المجلس السياسي السابق في صنعاء، إنها “ستغير موازين المعركة مع العدو وتقلب الطاولة على الجميع”.
واستمرت صنعاء في الكشف عن مفاجآتها وهذه المرة ليغيّر معادلة الأجواء، حيث كشفت دائرة التصنيع العسكري التابع لوزارة دفاع صنعاء، في 26 فبرير عن أربع طائرات بدون طيار، ثلاث منها استطلاعية وواحدة هجومية، وثّق إعلام حربي صنعاء، مشاهد لعمليات نفذها سلاح الجو في الساحل الغربي وعدد من الجبهات، وصفها مراقبون أنها تطور نوعي أصاب التحالف باليأس والعار الدولي في نفس الوقت، كانت أبرز العمليات مؤخرا، استهداف قاعدة العند العسكرية جنوبي اليمن وهي أكبر قاعدة في اليمن، قتلت في الهجوم قيادات بارزة في صفوف القوات الموالية للتحالف.
ومن الشواهد والتحذيرات في آن، ما أكده تقرير سابق للجنة العقوبات في الأمم المتحدة، قدرة “الحوثيين” على تصنيع صواريخ باليستية، معلومات تؤكد حقيقة المخزون الاستراتيجي والتسارع في اتساعه، الذي تكشف عنه صنعاء كل فترة وأخرى خلال مراحل مواجهتها التحالف.
وآخر ما أعلنت عنه صنعاء قبل دخولها العام الخامس من مواجهة التحالف، جاء على لسان وزير دفاعها اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، قوله، أن “المرحلة القادمة ستشهد إنجازات نوعية في جوانب التصنيع العسكري المتطور الذي سيرفد القوات المسلحة واللجان الشعبية بقدرات تسليحية رادعة وفاعلة”
وهو ما يؤكد تصريحات سابقة لناطق قوات صنعاء العميد يحيى سريع، الذي وعد التحالف أن”عام 2019م سيكون عام سلاح الجو المسير، وأن لديهم مخزون استراتيجي من الطائرات المسرة يجعل اليمن تتجاوز كثير من الدول المصنعة لهذا النوع من السلاح.
وهذا ما يدخل السعودية والإمارات ومن ورائهم الدول المصنعة للأسلحة المستخدمة في اليمن، في أزمة معنوية جديدة، ويدفعهم أكثر أن يصدّقوا كل تصريحات صنعاء ويأخذوها محل اعتبار، وأن يعملوا على تطبيق اتفاق السويد والكف عن إفشاله وإلاأن صنعاء ماضية في استخدام اسلحتها الاستراتيجية الرادعة حسب مراقبون.
خليك معنا