لندن ـ “راي اليوم” ـ من مها بربار:
عكست القرارات التي اتخذها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تفاقم الخلافات بينه وبين دولة الامارات العربية المتحدة، ومن ناحية أخرى بين الأخيرة والمملكة العربية السعودية في الملف اليمني.
وكان ابرز قرارات الرئيس هادي اقالة محافظ عدن عيدروس الزبيدي المقرب جدا من دولة الامارات والمحسوب عليها، وتحويله الى وزارة الخارجية كسفير فيها، الامر الذي اثار حالة من اللغط الشديد في مختلف انحاء اليمن، خاصة بعد تعيين عبد العزيز المفلحي احد المستشارين، ومن اكثر اليمنيين قربا منه مكانه.
ومن التعيينات الأخرى المثيرة للجدل اقالة الشيخ هاني علي بن بريك من منصبه كوزير دولة، واحالته الى التحقيق بتهم عديدة من بينها التمرد السياسي والتورط في قضايا فساد، وهي ما نفاها الأخير بشدة.
ويعتبر الشيخ بن بريك من القادة القبليين في اليمن وكان زار الامارات اكثر من مرة، وتربطه علاقة قوية مع كبار المسؤولين فيها الامر الذي سيؤدي الى تدهور علاقاته، أي هادي، مع دولة الامارات حيث جرى تفسير هذا القرار الى جانب قرارات أخرى تحديا لها لان الرجل محسوب عليها.
وأكدت مصادر يمنية في صنعاء في اتصال هاتفي مع “راي اليوم” ان الرئيس هادي لا يخفي غضبه من دولة الامارات بسبب المعاملة المهينة التي واجهها اثناء زيارته الخاطفة الى ابو ظبي لحل الازمة التي نشأت بعد تمرد قائد امن مطار عدن وعدم السماح بطائرته بالهبوط قبل شهرين الامر الذي اضطره للهبوط في جزيرة سوقطرة.
وعلمت “راي اليوم” ان الرئيس هادي لم يستقبل في مطار ابوظبي رسميا، وكان في انتظاره مدير المباحث، ولم يقابل الشيح محمد بن زايد ولي العهد الا في احد ممرات المجلس الرئاسي، وتحدث اليه بطريقة قاسية، وتوجه بعدها الى المطر عائدا الى الرياض.
وتجددت الازمة بين هادي والمحسوبين على الامارات من القيادات الجنوبية عندما اعتقلت اللواء الرابع لحرس هادي مهران القباطي اثناء عودته من القاهرة دون معرفة الاسباب، الامر الذي أدى الى توتر امني ولم يتراجع هذا التوتر الا بعد الافراج عنه لاحقا والسماح له بالسفر الى الرياض، حسب المصادر اليمينة نفسها.
ويعتقد خبراء في الشأن اليمني ان تؤدي اقالات وتعيينان الرئيس هادي الأخيرة الى حدوث توتر في العلاقات بين السعودية والامارات، اكبر عضوين في التحالف العربي في حرب اليمن، فالامارات ستنظر الى هذه الاقالات على انها تأتي في اطار التنسيق بين الرئيس هادي ومضيفيه السعوديين.
وقالت المصادر اليمنية نفسها انه بإمكان السلطات السعودية التدخل لايقاف هذه الاقالات لو ارادت، ولكنها ارادت النأي بنفسها عنها، وعدم التدخل بالتالي.
ولوحظ ان اللقاءات الرسمية بين الشيخ محمد بن زايد وحليفه الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي والمسؤول عن ملف اليمن لكونه وزير الدفاع ونجل الملك، باتت محدودة، او شبه معدومة في الفترة الأخيرة.
من ناحية أخرى اكدت المصادر الدبلوماسية اليمنية نفسها ان دولة الامارات رفعت حالة الإقامة الجبرية التي كانت مفروضة علي السيد احمد علي عبد الله صالح نجل الرئيس اليمني السابق، وبات يستطيع الحركة داخل مدينة ابو ظبي بحرية، ولكن تحت حراسة امنية مشددة.
المصدر:راي اليوم
خليك معنا