الصباح اليمني_مساحة حرة|
يتحفنا البعض الجنوبي كل يوم بخطاب جديد وبمفردات جديدة يستجرها من عمق رغباته وأمانيه فمن خطاب المديح والغزل في «الشرعية» ورجالاتها وحكوماتها إلى خطاب «الشرعية» وفسادها وفساد رجالاتها وفشل حكوماتها، ومن «خطاب الحوثي» الذي يشكل امتداداً للأطماع الفارسية في الجزيرة واليمن إلى «خطاب الحوثي» صاحب المظلمة وصاحب الحق الذي يجب أن يُسند ويقدم له العون للوصول إليه.
ومن خطاب الجنوب الذي يجب أن يعمل جنباً إلى جنب مع «الشرعية» للوصول إلى أهدافه إلى خطاب الجنوب الذي يجب أن ينقلب على «الشرعية» وينهي تواجدها في مناطقه.
ومن خطاب هادي الجنوبي الذي يجب أن نقف معه وندعمه إلى خطاب محاربة مؤسسات «شرعيته» ورجالها. ومن خطاب رفض قرارات هادي وعرقلة إعادة تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة إلى خطاب هادي خط أحمر. ومن خطاب هادي الخائن الذي يشكل امتداداً لنظام صالح الاحتلالي إلى خطاب هادي الضعيف الذي يسيطر على قراره حزب «الإصلاح» ويسيّره علي محسن إلى حيث يريد. ومن خطاب «اللجان الشعبية» البطلة المُحررة للجنوب وخطاب الثناء على بيان الصمدي إلى خطاب أبين تحتل عدن.
كل هذا الكم من الخطابات المتضاربة الذي جعل من الجنوب وثورته حالة من حالات التسلية وهدف ثابت للتهكم والسخرية من خصومه، تقف خلفها مجموعة من الدخلاء على الثورة وعلى الجنوب وعلى الثقافة الثورية الجنوبية التي أرسى مداميكها «الحراك الجنوبي» السلمي وسقت شجرتها دماء شهداء وجرحى الجنوب!!
والملاحظ أن الخطاب الوحيد الثابت عند هذه الجماعة المتعيشة والذي لا تتغير مفرداته هو الخطاب المختصر في عبارة «شكراً أولاد زايد» أو «شكراً أمارات الخير»!!
بالأمس يطرح أحد الثوار «تحت التمرين» ملمح من ملامح ثقافة خطاب «شكراً أولاد زايد). ويرى هذا المستجد الثوري أن على أبناء الجنوب أن يقفوا إلى جانب الإمارات وأن يدعموا مشروعها ويكونوا جنوداً لها لأنها كما يرى جاءت الى اليمن لتحرير الجنوب وبناء دولته الفيدرالية من المهرة الى عدن على حد عقلية أخونا الثائر المستجد ولم تأتِ ضمن «تحالف» لاستعادة الدولة «الشرعية» في اليمن. ويواصل المستجد هذيانه وسخريته ممن هم حواليه ويطالب أبناء الجنوب بقتال «الشرعية» ومعاداتها لأنها كما يرى أخونا تحمل مشروعاً لا يخدم الجنوب وهو مشروع الأقاليم الستة.
المشكلة ان اخونا المستجد خلط بين التحليل السياسي والتنجيم وبين القراءة السياسية وتسلية النفس بالأماني. المشكلة الكبرى أن الاخ المتفاني في وظيفته مع عيال زايد يرى أن الإمارات لها مصالح في الجنوب ويقر بتلك المصالح ويرى ان الامر طبيعي ويحصل بين الدول ويتناسى أن وطنه يعيش حالة حرب وتغيب فيه مؤسسات الدولة وبالتالي فإن أي فعل لأي دولة يهدف إلى تحقيق مصالح ذاتية في وطنه قبل إعلان تحرير هذا الوطن وعودة المؤسسات «الشرعية» إليه يعد عملاً احتلالياً لا يختلف نهائياً عن ما قام به علي عبدالله وعصابات نظامه ضد الجنوب والذي تكلل باجتياح الجنوب في يوليو 1994.
عندما طالبنا أخونا المستجد سياسياً وثورياً بإظهار معطيات الواقع التي استند عليها في قراءاته تلك إذا سلمنا جدلاً بأنها تأتي في سياق القراءات السياسية، كان موقف أخونا محزن لأنه استغرق وقتاً طويلاً يحاول فيه جاهداً ان يوجد ولو أحد تلك المعطيات. وفي الأخير يظهر أنه قرر الاعتماد على إمكاناته، وكانت إجابته باعثة للقلق وتؤكد أنه وامثاله يشكلون داء عضال سيفتك بالجنوب وقضيته إذا لم يتلاحقها شرفاء الجنوب وثواره الحقيقيون.
المصدر: العربي
خليك معنا