الصباح اليمني_مساحة حرة|
ورثنا كل العادات السيئة التي طالما حذرنا منها كل الذين سبقونا، لنجد أنفسنا نُعيد أدوار من سبقونا بصورة مُختلفة، رُبما بشكل سيئ فقط، القتل الأول في التاريخ كان بالحجر، اليوم يمكن إلقاء حجر أكبر تنكراً في تسمية جديدة (قُنبلة) وبدلاً من قتل شخص واحد نقتل أمةً كاملة.
صباح الخير يا كل هذه الحرب، كم عدد الذين سافروا إلى السماء؟ أقصد دُفنت أجسادهم في التراب، الذين لا أجساد لهم، الأرواح مُعلقة، المشكلة في أن الجميع كانوا يقولون (يارب أنصرنا) حسناً، هاهم عند بوابة السماء؟ أريدُ بصدق معرفة الإجابة التي حصلوا عليها.
صباح الخير يا أيها الوطن المُكبّل بالعذاب منذ البداية، لم يكن ذنبك أن تكون مهد البشرية الأول، ربما كان من سوء حظك، ربما لا أدري كبيرة جداً لا تحتملها الجبال ولا تتسع لها البحار ولا صحارى الوطن المكبّل بالعذاب منذ السيجارة الأولى وحتى الشيشة الإلكترونية.
صباح الخير للأصدقاء والصديقات، الذين لا يزالون حاضرين في قلوبنا ولو كانوا في الغياب، صباح الخير للأصدقاء الطيبين، للأصدقاء المُزيفين، للأصدقاء الحقيقيين، للأصدقاء الحمقى والأغبياء، للأذكياء والعباقرة، للذين يهتمون بالبرستيج وللذين لا يهمهم شيء، للذين يُحاولون إضحاكنا وهم في أعماق القهر، وللذين يبكون وهم في أسعد لحظاتهم، للذين يحاولون الغناء، يمتلكون روحاً تواقة للفن ولكنّ أصواتهم مُفزعة، للأصوات اللذيذة أيضاً ولو كان غناؤهم بكاءً، صباح الخير للجميع بدون استثناء، هناك من سيتلقفون صباح الخير بالأحضان، بينما هناك من سيتلقفون صباح الخير بالغربال فيفقدون كل أجزائها، ثم يعودون إليّ معاتبين بأن صباح الخير لم تكفهم، ليس ذنبي كيف تلقفتموها، فقط تلقفوها مني كما تُحبون لأنني أقولها بدون تمييز، أو هكذا أدّعي.
صباح الخير أيها العالم
خليك معنا