منذ الساعة الأولى لحادثة قاعدة العند العسكرية التي استهدفتها طائرة حوثية مسيّــرة صباح الخميس عن بُــعد، ذهبتْ الشرعية الى صرف الأنظار بعيدا عن التعرض للأسباب التي أدت الى حدوث هذا الاختراق العسكري الخطير – وهو ليس الاول من نوعه الذي تتعرض له – فلم يقف إعلام الشرعية وأصواتها في القنوات الفضائية والمواقع الإخبارية وبرامج التواصل الاجتماعية على الأسباب التي أدتْ الى هكذا اختراق وهي التي تمتلك القدرات التقنية الهائلة و تتلقى الدعم العسكري الكبير، وذهبتْ عوضاً عن ذلك الى تصوير الحادثة بأنها حادثة إرهابية – وكأن هذه الطائرة قد استهدفت مدرسة ابتدائية أو مجمع استهلاكي أو مستشفى للأمومة والطفولة -،كما اعتبرتها – وبطريقة طريفة وبخفة دم – على أنها انتهاكاً لاتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في السويد، مع يقينها أي الشرعية بحقيقة أن المنطقة التي حدثت فيها العملية ليست مشمولة بمناطق وقف إطلاق النار.
كما أن اعتبار هذه العملية عملية إرهابية في خضم حرب عسكرية يمثّــل استهانة بعقول الناس وتهرب صارخ من تسمية الأمور بمسمياتها بعيداً عن التضليل والتهرّب من الاعتراف بالإخفاق، بل قل الاعتراف بالخيانة في صفوفها.
الشرعية تأكل نفسها، فكل فصيل داخل هجينها يكيد للآخر, كما أنها تكيد للتحالف بقوة وبالذات حزب الإصلاح/ الحزب والقوة الأكثر براعة ودهاء بمضمار السياسة – في ذات الوقت الذي لا يدّخر فيه التحالف وبالذات الشق الإماراتي جُــهدا في أن يجهز على الشرعية ويكبح جموحها المتعاظم – أو بالأحرى التيار المتمرد على التحالف داخلها – بحسب الاعتقاد الإماراتي-.
فكيف وصلت هذه الطائرة إلى هذا المستوى من الدنو- امتار قليلة من المنصة..؟ وكيف قطعت مئات الكيلومترات دون اعتراض، على افترض أنها أتت من مكانٍ قصي، وأن كانت أتت من مكانٍ قريب فالفضيحة أعظمُ؟.. ومن أرسل الإحداثيات بالمكان والزمان بالدقة هذه -بالساعة والدقيقة -؟. .. وأين المضادات الجوية التي لطالما تحدثت عنها الشرعية والتحالف في العند؟. ثم كيف يتم اقامة استعراض عسكري في غمرة حرب شاملة وعلى تخوم أرض المعركة، فمنطقيا أن تكون كل الأماكن – وتحديدا المعسكرات والقواعد المهمة كقاعدة العند -ساحة حرب مفتوحة وأماكن استهداف متوقعة إن لم يكن ثمة اتفاق على عكس ذلك؟…
هذه الأسئلة وغيرها نراها بوضوح في عيون الحائرة لعامة الناس المشدوهة بما يجري بالساحة، وهي ليست الحالة الأولى التي تتملّك الناس وتحيرهم..