تصاعدت ظاهرة اختطاف الفتيات بشكل مخيف في مدينة عدن، حيث سُجّلت حالتي اختطاف خلال الأيام الماضية، ما زال يكتنفهما الكثير من الغموض برغم عودة الضحيتين إلى منزلهما، وذلك في ظل صمت مطبق من قبل الأجهزة الأمنية في عدن التي تشهد انفلاتاً أمنياً غير مسبوق، يصاحبه عمليات قتل وسرقة وتخريب، الأمر الذي أثار الذعر بين أوساط المواطنين.
حادثتان متزامنتان
مساء الثلاثاء الماضي، اختطفت فتاة في الـ17 من عمرها بمديرية المنصورة بعدن، قبل عودتها إلى منزلها عصر الخميس، وضبط أحد المتهمين على ذمة القضية، عقب تواصله مع الأسرة وتسليمه للضحية. وبحسب الأسرة، فقد تعرضوا للتهديد من خاطفيها بقتلها، مؤكدين تعرضها للضرب وإصابتها بانهيار عصبي، من دون أن تكون قد تعرضت للاغتصاب بحسب رواية الأسرة.
ويوم الأربعاء الماضي، تداولت وسائل إعلامية خبر اختطاف إقدام شاب يعمل جندياً بشرطة دار سعد على اختطاف فتاة من مديرية البريقة بعدن، عقب قصة حب بينهما، وتقدمت أسرة الفتاة بشكوى للأجهزة الأمنية ليتم العثور على ابنتها بمنزل الجندي في مديرية دار سعد، قبل إعادتها.
حادثة سابقة
وكانت الأجهزة الأمنية في عدن، ألقت القبض منتصف العام الماضي، على أفراد عصابة مكونة من ٣ أشخاص، يقطنون في مديرية البريقة، كانوا قد اختطفوا فتاة من مديرية المعلا، واصطحبوها إلى أحد المنازل في مديرية البريقة للإعتداء عليها، ومن ثم قاموا برميها أمام أحد الأسواق بمديرية المنصورة.
وعلّق الصحفي ماجد الداعري على الوضع في عدن قائلاً: «كل يوم نصحى على خبر فاجعة جديدة اختطاف أو اغتيال أو تفجير أو حريق أو محاولة اغتيال أو اختطاف فتاة واغتصاب طفل، أهذه عدن أم غابة؟» حاميها حراميها من جانبه، يتهم رئيس تحرير موقع «هنا عدن» أنيس منصور، عناصراً تابعة للأجهزة الأمنية في عدن بالوقوف خلف اختطاف الفتيات، قائلاً: «كتبت كثيراً أن عناصر أمن عدن يقفون خلف الاغتيالات والعصابات والسجون والتقطعات وتجارة المخدرات، حاميها حراميها»، مضيفاً «خلال الفترة الماضية ظهرت حوادث اختطاف فتيات واتضح أن خلفها ضباط وأفراد أمن، وآخرها حادثة دار سعد».
انفلات أمني
وتشهد مدينة عدن حالة من الانفلات الأمني، منذ ما بعد الحرب الأخيرة عام 2015، بالإضافة إلى انتشار السلاح والمخدرات، وعدم قيام الجهات الأمنية بدور رادع وسرعة ضبط مرتكبي الجرائم ومحاكمتهم. فيما ترى الناشطة الحقوقية وردة بن سميط أن جهاتاً أمنية مجهولة في عدن تدبر أمر عمليات الاختطاف.
الخوف من الفضيحة
وهناك قصص أخرى لم نعرفها بسبب التكتّم الشديد من الأهل، حتى أن بعض أولياء الفتيات يتفادون الإشهار خشية الفضيحة، فيفضّلون الصمت، ناهيك عن عدم وجود عقوبات رادعة للخاطفين.
ورجّح ناشطون انتشار مثل هذه الجرائم، إلى انتشار الحبوب المخدرة، والتي باتت متواجدة بشكل كبير في الآونة الأخيرة، بالإضافة إلى ضعف الوازع الديني وكثرة المغريات، وهي جميعها تعتبر مقدمة لارتكاب مثل هذه الأفعال. وفي ظل تكرار الحوادث وتعدد الروايات حولها، يبقى السؤال المحير، من الذي يتحمل مسؤولية ما حدث ويحدث في عدن؟