الصباح اليمني – محمد بن عامر|
تصاعدت عمليات نزوح السكان من الحديدة منذ مطلع الشهر يونيو الحالي هروباً من الهجمات الجوية الشرسة لطيران التحالف الذي تقوده السعودية والتي تستهدف المناطق السكنية والبنية التحتية في المدينة بالإضافة إلى اشتداد المعارك العنيفة منذ أسابيع على طول الساحل الغربي.
ونزح آلاف السكان من الحديدة نحو المحافظات الشمالية والتي يعتقدون إنها أكثر أماناً من المناطق الجنوبية التي تشهد اغتيالات واختطافات ونهب من قبل مجهولين ما بين الحين والآخر في ظل سيطرة القوات الموالية للتحالف منذ بداية العدوان على اليمن في شهر مارس2015.
ولاتوجد حتى الآن إحصائية مؤكدة توضح اعداد النازحين من الحديدة إلى خارجها إلا أن معظم النازحين توزعوا ببين: أرياف الحديدة الآمنة، العاصمة صنعاء، محافظة إب، محافظة حجة.
وبحسب شهادة نازحين من الحديدة إلى العاصمة صنعاء فإنا المناطق التي تسيطر عليها قوات حكومة الإنقاذ الموالية لجماعة أنصار الله “الحوثيين”هي الملاذ الآمن مقارنة بما تشهدها المناطق الجنوبية التي تسيطر عليها قوات التحالف.
وأشاروا إلى أن النزوح من مدينة الحديدة إلى العاصمة صنعاء كانت مكلفة مادياً واضطروا لبيع ممتلكاتهم لتمويل رحلة الهروب.
وقال أحد النازحين رافض الفصح عن أسمه في صنعاء لـ”الصباح اليمني”إنه نزح من مدينة الحديدة إلى العاصمة صنعاء قبل أسبوع وذلك خوفاً من استهداف أسرته المكونه من والدته وزوجته وأولاده الثلاثه إثر القصف الجوي العشوائي لطيران التحالف.
وأوضح إن تكلفة نزوحه هو وأسرته من الحديدة إلى العاصمة صنعاء ما يقارب 55ألف ريال يمني مشيراً بالقول إلى إن “أحد أقاربي في صنعاء استقبلني أنا وأسرتي ووفر لنا شقة لنسكن فيها.“
ومن جانبه قال النازح عصام إنه قرر النزوح إلى العاصمة صنعاء بعد إن تصاعدت المعارك في الساحل الغربي وعند نزوحه مر بمعانة صعبة حيث إنه اضطر لبيع سلاحه الوحيد “بندق روسي “وذلك من أجل سد احتياجات أسرته المعيشية في صنعاء.
وبحسب عصام فقد فضل النزوح إلى العاصمة صنعاء نظراً لاستقرار الوضع الأمني فيها.
وفي أسباب أتخاذ نازحي الحديدة المناطق التي تخضع لسيطرة حكومة الإنقاذ الموالية لجماعة انصار الله الحوثيين ملجأ للهروب أوضح أحد النازحيين يتحفظ الصباح اليمني عن الإفصاح باسمه إن المناطق التي تسيطر عليها حكومة الإنقاذ لاتوجد فيها عنصرية والأمن موجود وليس هناك اغتيالات أو سرقة ولافرق هناك بين جنوبي أو شماليي أو تعزي أو ماربي”وتابع قائلاً “حكومة الشرعية أمرها غريب تحرر المحافظات فينزحون سكان تلك المحافظات إلى محافظات آخر يسيطر عليها الحوثيين”.
وبحسب قوله فإن في بعض قرى الساحل الغربي بالحديدة أسر نزحت إلى محافظات يسيطر عليها الحوثيين رافضين النزوح إلى تلك المحافظات التي تسيطر عليها حكومة الشرعية متسائلاً لماذا لاينزحون إلى عدن أو تعز أو مارب أو حضرموت ؟ويفضلون النزوح إلى صنعاء أو أب أو المحويت أو ذمار أو حجه.
وتابع”الحوثيين ما يتكلموا على أحد ولا يتعرضوا على احد ولا يسووا مشاكل نحن في صنعاء ونخرج متى نريد بدون خوف للأمانة بصنعاء تحس بالأمان بدون عنصرية وبدون طائفية صنعاء افضل من المدن التي حررتها الشرعية.
وننتقل إلى النازح علي محمد الذي كان يسكن بالقرب من ميناء الحديدة لم يقدر هو وعائلته المكونة من زوجته وأولاده الإثنين الاستمرار في العيش هناك وسط القصف الهمجي العشوائي لطيران التحالف على الميناء والمناطق المجاورة له.
وقال محمد إنه “عند قراري بالهروب اتصلت لأحد أقاربي الذي يسكن في الضالع من أجل أن يأمن لنا مكان نسكن فيه بالقرب منه ولكنه رفض خوفاً من أن نتعرض للتقطع والنهب أو القتل على أيدي مسحلين جنوبيين وطلب مني النزوح إلى المناطق الأمنة التي يسيطر عليها الحوثيين مثل البقية الذي نزحوا إلى هناك فجمعت عفش منزلي واستأجرت سيارة وسافرت إلى العاصمة صنعاء.
ولفت إلى إنه اضطر لبيع ذهب زوجته لتمويل رحلة الهروب حيث أن تكلفه نزوحه هو وأسرته كلفته ما يقارب 35الف ريال يمني.
ويصعد التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات عسكرياً في جبهة الساحل الغربي خلال الأسابيع الماضية حيث أقدم على اختراق عدد من المناطق في الشريط الساحلي بهدف السيطرة على مطار الحديدة وخط كيلو16 وقطع خط الحديدة صنعاء.
وهذا قد تمكن الجيش واللجان الشبعية التابعين لجماعة الحوثي مسنودين بأبناء تهامة والقبائل اليمنية من التصدي لتلك المحاولات ومحاصرة قوات «ألوية العمالقة» التابعة لقوات “المقاومة الجنوبية” السلفية الموالية للإمارات، والمسنودة بقوات التحالف في أربعه أماكن بالساحل الغربي.
خليك معنا