الصباح اليمني – ترجمة خاصة| كشفت صحيفة “واشنطن بوست” نقلاً عن مسؤول أمريكي رفيع عن وصول قيادات عسكرية أمريكية منتصف ليل أمس الإثنين إلى القاعدة البحرية في عدن جنوب اليمن بعد أن طلبت الإمارات من واشنطن دعمها بشكل كامل للسيطرة على ميناء الحديدة.
ونقلت الصحيفة، في تقرير موسع ترجمه “الصباح اليمني”، نقلت عن المسؤول الأمريكي أن الضباط الأمريكيين الذين وصلوا عدن عقدوا اجتماعات مع قيادات إماراتية وسعودية لمناقشة معركة التطورات العسكرية في الساحل الغربي ومساعي الإمارات للسيطرة على ميناء الحديدة، مشيراً إلى أن الاجتماعات عُقدت في مقر قيادة القوات الإماراتية في منطقة البريقة بالإضافة إلى اجتماعات أخرى عقدت في القاعدة البحرية بالمدينة.
وزعمت الصحيفة على لسان المسؤول الذي لم يُكشف عن هويته، أن واشنطن “حذرت السعودية والإمارات من المضي قدماً والسيطرة على ميناء ومدينة الحديدة، غربي اليمن، لأن ذلك سيقوض العملية السياسية من ناحية ويزيد المعاناة الإنسانية من ناحية أخرى، ورغم ذلك فإن القوات اليمنية المدعومة من الإمارات تقدمت بسرعة إلى أقل من 10 أميال من ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون”.
وكشفت المسؤول الأمريكي أن مشاورات أمريكية خليجية جرت في العاصمة السعودية الرياض الأسبوع الماضي مع مسؤولين إماراتيين وسعوديين بشأن معركة الساحل الغربي لليمن، مشيراً إلى أن الأمريكيين “حذروا السعوديين والإماراتيين وطلبوا منهم الحفاظ على أقصى درجات الحذر وعدم التحرك في المدينة أو الميناء لأسباب مختلفة” حسب ما نقلته الصحيفة.
ونقل المسؤول الأمريكي أن “الإماراتيين أكدوا بأنهم لا يخططون في هذا التوقيت للسيطرة على الحديدة لكن هذا الوضع قد يتغير إذا كان هناك هجوم مضاد أو استفزاز من قبل المقاتلين الموالين للحوثيين”، مؤكداً بالقول: “الإماراتيون هم اللاعب الرئيسي في معركة الساحل الغربي وفي بقية المحافظات الجنوبية التي يسيطرون عليها حتى وإن ادعوا بأنهم لا يتحكمون بشيء”، مشيراً أن الأمريكيين أبلغوا قوات التحالف بأن أي هجوم من قبل “الحوثيين” على القوات الموالية للسعودية والإمارات فإن واشنطن قد تطلب من الإماراتيين بالتدخل.
وجددت الصحيفة التذكير بأن الإمارات كانت قد طلبت من واشنطن أواخر العام 2016 السماح لها بتنفيذ هجوم بحري وجوي على مدينة الحديدة للسيطرة عليها وأنها طلبت أيضاً من الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما تقدم مساعدة عسكرية كبيرة والتدخل لتنفيذ هجوم مشترك عبر الجو والبحر يستهدف الحديدة.
وتجدر الإشارة إلى أن الطلب الإماراتي الذي تقدمت به لواشنطن بشأن السيطرة على الحديدة أواخر 2016 كان متزامناً مع تنفيذها هجوماً مشتركاً عبر القوات السودانية للسيطرة على مديريات ذوباب وباب المندب والمخا جنوب غرب محافظة تعز.
وفي الوقت ذاته كانت السعودية قد طلبت من الرئيس الأمريكي السابق “أوباما” بيعها أسلحة ذكية ومتطورة تستخدمها في تنفيذ عملياتها العسكرية الجوية في اليمن، غير أن الضغوط الدولية وتدخلات المنظمات الإنسانية حالت دون الموافقة على ذلك بسبب ما ترتكبه السعودية من جرائم حرب ضد المدنيين في اليمن، غير أن الأمر اختلف مع وصول الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب والذي استجاب لطلب وزير الدفاع جيمس ماتيس المتضمن رفع القيود المفروضة على بيع السلاح للسعودية والسماح ببيع الأسلحة التي كانت الإدارة السابقة تمنع بيعها للسعودية والإمارات لاستخدامها في عملياتها العسكرية في اليمن، رغم تصاعد المناشدات الدولية والمطالبات الأممية بوقف بيع السلاح لدول التحالف.
واللافت أيضاً هو ما تضمنته الصحيفة الأمريكية في تقريرها والتي قالت إن وزير الدفاع الأمريكي طلب من ترامب الموافقة على تنفيذ عملية عسكرية على الحديدة والمشاركة الأمريكية المباشرة في هذه العملية ولو في بعض الأمور فقط بما في ذلك المراقبة الإضافية والاستخبارات والمساعدات التشغيلية.
وفي سياق متصل أيضاً كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين قولهم: “إننا نشعر بالقلق المتزايد هذه الأثناء، لأن إدارة الرئيس ترامب تدرس حالياً الموافقة على اتخاذ خطوة عسكرية في اليمن بناءً على طلب من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية”، وهو ما يكشف أن الولايات المتحدة تقف مباشرة خلف التصعيد العسكري في الساحل الغربي لليمن وأن ما نشرته الـ”واشنطن بوست” ليس سوى تهرباً إعلامياً من المسؤولية المباشرة عن أي مجازر قد تحدث ضد المدنيين وعن الأوضاع الإنسانية الكارثية التي ستتسبب بها واشنطن وحلفائها في حال تنفيذ هجوم للسيطرة على الحديدة.
وحسب “وول ستريت جورنال” فإن الإدارة الأمريكية تنظر في طلب الإمارات بشأن السيطرة العسكرية على مدينة الحديدة، وأضافت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أمريكيين قولهم: “المسؤولين السعوديين أكدوا للولايات المتحدة أنهم لن يتمكنوا من الاستيلاء على الميناء إلا بدعم من واشنطن”، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة لم تتخذ حتى اللحظة قراراً نهائياً بهذا الشأن بسبب المخاوف من أن تخرج الأمور عن السيطرة، وفي هذا الصدد أفاد المسؤول الأمريكي لـ”واشنطن بوست” أن البنتاغون “لا تزال لديه شكوك كبيرة بشأن العملية العسكرية في الحديدة، ولسنا متأكدين مئة في المئة من أن التحالف العربي عند الهجوم، سيكون قادرا على إنهائه بشكل نظيف من دون وقوع أي حادث كارثي”.
وفي ختام التقرير أكدت الصحيفة أن “المسؤولين الرئيسيين في إدارة ترامب والذين شاركوا في النقاش مع السعوديين والإماراتيين الأسبوع الماضي لا يزال لديهم تحفظات بشأن توسيع مشاركة واشنطن العسكرية في اليمن لكن هناك من يرى أن هناك استفادة أمريكية كبيرة من الاستيلاء على الحديدة”.
وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة والإمارات أنشأتا قاعدة عسكرية على جزيرة ميون اليمنية المهيمنة على مضيق باب المندب أحد أهم الممرات المائية الدولية والذي تمر عبره 20 من التجارة العالمية المتبادلة بين قطبي العالمي شرقاً وغرباً.