أثار مقتل 10 من أفراد قوات «النخبة الحضرمية» ذبحا في مدينة حجر بمحافظة حضرموت، مطلع الأسبوع الجاري، تساؤلات عن الجهة التي تقف وراء العملية، في حين برز أسم تنظيم «القاعدة» كمتهم أول، نظراً إلى أنه الطرف الوحيد الذي ينشط، منذ أعوام، في مناطق الساحل الحضرمي.
وفيما لم تعلن أية جهة مسئوليتها عن العملية، شكك متابعون بوقوف «القاعدة» خلف العملية، كون القتل ذبحا من «قضايا الخلاف» بينه وبين «تنظيم الدولة»، وقد عدته، في وقت سابق، «قتلاً مقززاً ومخالفاً للفطرة».
المنشقون
في السياق، توقعت مصادر مطلعة وقوف «المنشقين» عن تنظيم «القاعدة» وراء العملية.
وذكرت المصادر لـ «العربي» أن المنشقين عن التنظيم، والذين تناولهم تقرير سابق لـ «العربي» بعنوان «المهاجرون.. بوابة الإمارات إلى وادي حضرموت»، نفذوا حتى اليوم ثلاث عمليات، آخرها عملية في منطقة «جول الريدة» بمحافظة شبوة، أسفرت عن مقتل أربعة من قوات النخبة.
وتدور شكوك حول علاقة «المهاجرين» بدولة الإمارات التي تسعى إلى بسط نفوذها في وادي حضرموت.
الإمارات
غير أن هذه المصادر لم تستبعد أن تكون دولة الإمارات، وراء العملية، بشكل مباشر، عبر عناصر في «النخبة» نفسها، أو غير مباشر من خلال اختراق التنظيم وتوجيهه.
وأضافت أن احتفال وسائل الإعلام المحسوبة على الإمارات بالعملية، ومسارعتها إلى المطالبة بتمدد قوات «النخبة» إلى الوادي، رغم أن العملية في الساحل، يثير كثير من الشكوك حول علاقة أبوظبي بالعملية.
«القاعدة»
مصادر مقربة من تنظيم «القاعدة»، لم تستبعد وقوفه وراء العملية، وبخصوص الموقف من الذبح، أوردت المصادر ثلاثة احتمالات:
الأول: أن التنظيم قرر الردع بشكل انتقامي عنيف، نظراً إلى ما يتعرض له أعضاؤه في سجون النخبة من تعذيب يؤدي في بعض الأحيان إلى الموت.
الثاني: أن التنظيم يقف وراء العملية القتل، لكنه لا يقف وراء عملية قطع الرؤس، والتي قد تكون حدثت بعد ذلك من قبل بعض الجهات المحسوبة على الإمارات لاستثمارها.
الثالث: أن التنظيم يقف وراء القتل ذبحا، لأنه لا يحرم هذه الطريقة في القتل بشكل مطلق، وخلافه مع «تنظيم الدولة» كان حول تصوير مثل هذه العمليات، ولكن هذا الطرح يناقض تماماً قيام عناصر من «القاعدة» بقيادة الإرهابي جلال بلعيدي، بذبح 14 جندياً في منطقة القطن قبل ثلاث سنوات، وتصوير العملية بأجهزة كاميرات متطورة وبثها إعلامياً.
احتمالات واردة
ورأت المصادر أن كل الاحتمالات واردة حتى يعلن التنظيم تبنية العملية أو عدم مسئوليته عنها، غير مستبعدة بأن يتم بث تفاصيلها في تصوير مرئي إلى جانب عدد من عملياته التي شهدتها محافظتي حضرموت وشبوة خلال الأشهر القليلة الماضية، كونه دأب على نشرها في أفلام وثائقية، وليس بشكل انفرادي.
وكان عشرة جنود في «النخبة الحضرمية» قتلوا وجرح أربعة، الأسبوع الماضي، في استهدف نقطة أمنية في مفرق العقيق بوادى حجر غرب المكلا، بعد شهر من إعلان السلطات المحلية بالمحافظة و«التحالف» ممثلاً بالإمارات، تطهير وادي المسيني من عناصر «القاعدة» في عملية «الفيصل» العسكرية، التي لم يتم خلالها نشر صورة قتيل أو أسير واحد من عناصر التنظيم الإرهابي.
(العربي)
خليك معنا