الصباح اليمني_قراءات|
تواصلت الضغوط الاميركية العسكرية والمساعي السياسية الاممية والدولية والاقليمية حتى تكللت بنجاح (مؤقت) ثمرته تجميد الحل العسكري في ادلب ولو الى حين، لكن السؤال.. هل وصلت اميركا اخر المطاف في تخوفها على امن الكيان الاسرائيلي ام ان هناك في الافق تداعيات اخرى دولية تواجه أكبر قوة نووية في العالم؟
تزامنت المساعي الاممية والدولية والاقليمية “منها تهديدات وضغوط اميركية ومنها لقاءات دبلوماسية تركية روسية”، مع الاستعداد الكبير الذي اعلنت عنه سوريا لاكتساح بقية المسلحين القابعين في ادلب، وصبت جميعها في بوتقة واحدة (تسعى لاطالة عمر الارهاب بالمنطقة وتأمين أمن الكيان الاسرائيلي).
عدم القضاء على الارهاب في ادلب مطلب اميركي بحت، لما يشكل الارهابيون المسلحون من اداة فاعلة يستثمرها مشغلوها عند الطلب في البؤر التي تتحدى التواجد الاميركي والاسرائيلي في عموم المنطقة.
تذويب عناصر “داعش”.. نواة لمشروع أميركي بديل
عناصر جماعة “داعش” الارهابية لا يزالون “في معظمهم” ينشطون على الأراضي السورية بالرغم من تهريب بعض القيادات إلى مناطق مجهولة خارج الحدود، ذلك ما اعلن عنه عضو لجنة “الأمن الوطني” في مجلس الشعب السوري النائب نبيل صالح خلال مقابلة مع وكالة “سبوتنيك”، متسائلا عن مصير عشرات الآلاف من مسلحي “داعش” كانوا ينتشرون في محافظات الرقة ودير الزور وريفهما، قبل أن يختفي أثرهم ويذوب ذكرهم، بعد العملية العسكرية المزعومة التي شنّتها قوات “التحالف الأميركي” في تلك المناطق.
النائب السوري توقع أن قسما من هؤلاء يتم تذويبهم داخل الأراضي السورية ليكونوا نواة مشروع بديل للتحالف الأميركي بعد انسحابه من المنطقة على المدى الطويل، لتجعل منه حصانها الذي تراهن عليه في التأسيس لاضطرابات تحت الطلب في منطقة التواصل الجغرافي السوري العراقي.
ضغوط اميركية مضاعفة للحفاط على “داعش”
المبعوث الأميركي الخاص للشؤون السورية جيمس جيفري صرح امس الخميس في مؤتمر صحفي في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ان الولايات المتحدة تنطلق من حقيقة مفادها أن الوضع في إدلب “مجمد”. مضيفا “نحن نمارس ضغوطا من أجل تجميد الصراع في سوريا بأي طريقة ممكنة”.
تصريحات جيفري أعقبت توصل الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، في السابع عشر من أيلول/سبتمبر الجاري “خلال قمة عقداها في سوتشي”، إلى اتفاق لإقامة منطقة منزوعة السلاح بمحافظة إدلب بحلول 15 تشرين الأول/أكتوبر القادم، بعمق 15-20 كيلومترا، مع انسحاب المسلحين المتطرفين من هناك، بمن فيهم مسلحو “جبهة النصرة” الارهابية.
الجميع يتحدث عن بشاعة الارهاب في المنطقة ووجوب ايقافه وتجنب انتشاره اوروبيا وعالميا لما يشكله من تهديد للامن الدولي والاستقرار العالمي وأن تأثيره لن يقتصر على الساحة السورية والعراقية فقط.
التخوف الاميركي الاسرائيلي الاردني المشترك!
الملك الأردني اعتبر في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الأميركية “بثت مساء الأربعاء”، أن التحدي الأكبر حاليا هو تثبيت الاستقرار حتى يمكن المضي في مسار الحل السياسي، معتبرا أن جماعة “داعش” الوهابية هُزمت هناك، لكن لم يُقضَ عليها بعد.
القاسم المشترك بين ملك الأردن واميركا والكيان الاسرائيلي ليس التخوف من “داعش” والارهاب فقط انما الوجود الشرعي للقوات الايرانية في سوريا لما يشكله من خطر استراتيجي ولو بعد حين، على الغدة السرطانية “اسرائيل” في المنطقة، وذلك ما لمح اليه ملك الاردن زاعما وجود بعض الترتيبات مع روسيا وسوريا حيال إمكانية التعامل مع الإيرانيين في الجنوب السوري، موضحا “كما قلتُ، نحن جميعاً نعمل معاً، وندرك أن ما تفعله إيران ليس في مصلحة أحد”، متناسيا ان الوجود الايراني في سوريا وجود شرعي وليس وجود احتلال كما هو حال القوات الاميركية والتركية المحتلة لاراض سورية وكما القوات الاسرائيلية المحتلة للجولان السوري.
الملك اوضح تخوفه الذي لا يختلف عن تخوف الكيان الاسرائيلي بالقول أن “الإيرانيين يريدون البقاء بالقرب من البحر المتوسط، وسيبذلون جهدهم ليبقوا في هذه المناطق، ليستمروا في إثارة المشاكل”.
اختلال “ليس بالحسبان” لتوازن القوى الجوي الاسرائيلي لصالح سوريا
الصحف الاسرائيلية اعتبرت قرار روسيا توريد منظومات الدفاع الجوي المتطورة لسوريا بمثابة دليل على إيقاف “إسرائيل” عند حدها.
وجاء في مقال نشرته صحيفة “هآرتز” الخميس، أنه للمرة الأولى منذ سنوات أوقفت دولة أخرى الكيان الاسرائيلي عند حده، على الأقل في سوريا، حيث انبرت روسيا لشل قدرات الكيان الاسرائيلي الجوية الهجومية بتوريد منظومات الدفاع الجوي المتطورة “إس 300″، الى سوريا بعد حادث الطائرة العسكرية “إيل-20” التي دُمرت أثناء غارة الطيران الحربي الإسرائيلي على سوريا.
التخوف الأميركي الاكبر
المشكلة التي يواجهها الاميركان لا تقبع فقط في منطقتنا الحيوية الاستراتيجية (الشرق الاوسط) وبؤرتها سوريا والعراق فحسب، انما هناك تخوف أميركي دولي اكبر اتساعا ليفتح مقلتي الولايات المتحدة على الرعب الحقيقي المتمثل بترسانة العملاقين النوويين روسيا والصين.
قيّم العديد من المحللين الوضع التجاري الراهن بين الولايات المتحدة والصين كحرب تجارية ناشئة، وأبدوا تخوفا شديدا من التبعات السلبية لهذه الحرب التجارية على الاقتصاد العالمي بعمومه، استنادا إلى حجم التبادل التجاري الكبير بين البلدين، حيث تبلغ نسبة الصادرات الصينية إلى أميركا 21.4%.
التخوف الاميركي لم يقتصر على الجانب التجاري انما شمل الجانب الامني، وقد أكد ممثل رفيع المستوى في الإدارة الأميركية الاربعاء، اتهام الولايات المتحدة للصين بالتدخل في شؤونها الداخلية والذي وصل إلى مستوى غير مقبول، كما اتهم الرئيس الاميركي دونالد ترامب الصين بالسعي للتدخل في انتخابات الكونغرس قائلا، ان “الصين تحاول التدخل في انتخاباتنا القادمة، والوقوف ضد إدارتي”.
وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس قرر الاربعاء، سحب 4 أنظمة صواريخ من طراز “باتريوت” من الأردن والكويت والبحرين الشهر المقبل، لتنظيم القوات والقدرات العسكرية الأميركية، والتي تأتي في سياق إعادة تقييم التهديدات القادمة والتي تركز على الصين وروسيا.
هل نحن على أعتاب حرب عالمية ثالثة؟
التصعيد بين القوى النووية العظمى بدى جليا وواضحا هذه الايام، تصاحب مع مزاعم اطلقها حلفاء أميركا في حلف شمالي الاطلسي “الناتو”، بامتلاكهم “5000 طائرة حربية” في المعركة ضد روسيا، وذلك ما فندته الصحف الصينية متهكمة بتأكيدها على ان القوة الجوية التابعة للدول الأوروبية الأعضاء في حلف الناتو ليست قوية.
صحيفة “زينجي تويتياو” الصينية أكدت أن الأكثر خطورة على الناتو أن القوات الجوية التابعة للدول الأوروبية الأعضاء في الحلف ليست قوية جدا، فألمانيا، مثلا، وهي أقوى أعضاء الحلف، تملك 10 طائرات من نوع “يوروفايتر” تحافظ على الجاهزية القتالية، وتساءلت الصحيفة: من أين، إذن، لحلف الناتو الطائرات الـ4990 اللازمة لكي يزج بـ5000 طائرة في المعركة ضد روسيا؟
وأشارت الصحيفة الى ان روسيا قدمت تنازلات كبيرة بعد حل الاتحاد السوفيتي “عدو أميركا رقم واحد”، إلا أن الولايات المتحدة أجبرت روسيا على العودة كعدو لها، وبطبيعة الحال فإن حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية يظل يقف الموقف العدائي تجاه روسيا، فيما يسعى الناتو إلى تحقيق التفوق العسكري على روسيا وقد حشد حوالي 320 ألف جندي و130 دبابة عند حدود روسيا، لكنه لم يتمكن من تحقيق التفوق، إذ يتواجد عند حدود روسيا الغربية نحو 780 ألف عسكري و750 دبابة.
السيد ابو ايمان _ موقع قناة العالم