الصباح اليمني_مساحة حرة|
(أن هذه التربة التي نعيش عليها ليست تربة فئة دون فئة او جماعة دون جماعة ولكنها تربة اليمنيين جميعا فالولاء لها والعمل من اجلها … في ظل النظام الجمهوري الخالد وطريق اقامة الدولة اليمنية المركزية الحديثة ذات النظام والقانون).
كانت تلك العبارات جزء من كلمة الرئيس الشهيد المقدم ابراهيم الحمدي في الذكرى الأولي لحركة 13 يونيو1974م التصحيحية .
– شرعية الحركة:-
منذ ان تفجرت ثورة 26 سبتمبر 1962م التي كانت تتويجا لنضالات شعبنا ضد التخلف والقهر و الاستغلال ومنذ ذلك الحين وشعبنا يكافح من اجل صنع حياة افضل على ارضه ترفرف عليها اعلام التحرر والتقدم والوحدة .
الا ان الظروف التي احاطت بالثورة منذ انطلاقتها الاولى كان لها دورا كبير في تعطيل وتأخير اهتمامات قيادة الثورة في الالتفات الى قضايا البناء الاقتصادي والاجتماعي والثقافي .
ثم كانت حركة 5 نوفمبر 1967م تمثل ردة وانتكاسة لأهداف ثورة سبتمبر 1962م حيث انتشرت الرشوة وتمزق الجيش وتعددت الولاءات والفساد في جميع اجهزة الدولة وغابت الدولة واجهزتها عن ممارسة مسؤولياتها .
وان حالة الانفلات والفوضى التي اصيبت بها اجهزة الدولة جراء المسلكية المنحرفة عن اهداف ومبادئ ثورة 26سبتمبر1962م التي سلكها نظام الخامس من نوفمبر قد خلقت بدورها امكانية وشرعية ميلاد حركة تصحيح شعبية وجماهيرية واسعة النطاق متعدة المهام تمتد عمقا واتساعا لتشمل مختلف الاجهزة والمؤسسات الحكومية .
– تصحيح المسار:-
من اهم العوامل التي اوجدتها ظروف ومتناقضات ما بعد الثورة والحرب هو تعطيل وعدم التمسك ببعض مبادئ واهداف ثورة 26سبتمبر السته فكانت النتائج مخلة بما يجب ان يكون للدولة وتخلى عن المسؤولية والتنافس الذي لا يخدم الثورة واهدافها ومصالح الشعب فكان لها تأثير عميق على مسار الثورة واعاقتها على المضي نحو التغيير مما أدى بالتالي الى تعطيل مسؤوليات التغيير التي تحملتها ثورة 26 سبتمبر 1962م فاضطر شعبنا امام ذلك كله ممثلا بقواته المسلحة والأمن ان يحسم الموقف ويعيد للثورة مسارها الصحيح ووجهها الثوري فكانت حركة 13 يونيو 1974م المجيدة بقيادة المقدم ابراهيم الحمدي التي أعلنت من خلال بيانها الاول.
ومن خلال خطب واقوال وتصريحات قائدها وفي كل مناسبة عن تمسكها بمبادئ واهداف ثورة 26 سبتمبر وتحملها مسؤوليات التغيير واصرارها على المضي في التصحيح والاصلاح والتغيير مهما كانت الصعاب والمشقات حتى تحق لجماهير شعبنا كل الطموحات في مستقبل مشرق وحياة جرة كريمة حافلة بالخير والتقدم .
و استطاعت حركة 13 يونيو 1974م بما توفر لها من قيادة وطنية شابه ان تعيد الثقة الى الشعب في قدراته على العطاء وتجاوز النكسات وبدأت قيادة حركة 13 يونيو تتحسس مواقع الفساد والانحلال في الدولة ولمجتمع فرفعت شعار التصحيح والاصلاح المالي والاداري وبدأت مسيرتها التصحيحية فاتجهت الى اجهزة الدولة وانهت مراكز القوى والشلليه وتشكلت اللجنة العليا للتصحيح المالي والاداري لتمارس دورها التصحيحي في جميع المجالات .
– مشروع دولة:-
وفي خضم احتفال اليمن بالذكرى الاولي لحركة 13 يونيو التصحيحية وجه المقدم ابراهيم الحمدي رئيس مجلس القيادة والقائد العام للقوات المسلحة خطاب وطني اوضح فيه الاسباب لقيام حركة 13 يونيو التصحيحية والدوافع منها : ( … فإننا اليوم نجد انفسنا ونحن ماضون في طريق مبادئ السادس والعشرين من سبتمبر في ظل النظام الجمهوري لمصلحة شعبنا وبلادنا شعارنا هو التصحيح الاداري والمالي وانهاء شرعية الفساد والعبث والاستهتار بمقدرات الوطن والقضاء على الشلليه والمحسوبيات في كل المؤسسات والاجهزة وصولا إلى بناء الدولة اليمنية المركزية ذات النظام والقانون … أن هذه التربة التي نعيش عليها ليست تربة فئة دون فئة او جماعة دون جماعة ولكنها تربة اليمنيين جميعا .
فالولاء لها والعمل من اجلها وفي سبيل بناء حياة التطور والاستقرار والرخاء على ارضها في ظل النظام الجمهوري الخالد وطريق اقامة الدولة اليمنية المركزية الحديثة ذات النظام والقانون ).
موضحا دور الجيش الوطني ( لقد قناها واضحة يوم الثالث عشر من يونيو ان المسؤولية قد فرضت علينا فرضا وذلك تعبيرا عن عدم الرغبة في السلطة وتأكيدا على أنه لم يكن امامنا ونحن نواة الشعب والمجندون لخدمته وحراسة أمنه وسلامته وحماية وصون مكاسبه وسيادته واستقلاله غير أن نثبت في وقت العسرة وساعات الحرج باننا فعلا قوة الشعب وخدام الشعب وحماه أمنه ومكسبه وسيادته واستقلاله ) معتبرا ان اولويات حركة 13 يونيو تمثلت في ( … فأعطت في الدرجة الاولى اهمية لتصحيح الاداري والمالي باعتبار ذلك مدخلا رئيسيا الى بناء الدولة اليمنية دولة النظام والقانون التي يطالب بها الجميع والتي يقتضي بناؤها ان تكون كل الاجهزة والمؤسسات العسكرية والامنية والادارية والمالية والاقتصادية مركزية لا تخضع لغير النظام والقانون وتنتهى بوجودها الرغبات الشخصية وتنتهي المحسوبيات والانتماءات والشلليه وتتغلب المصلحة الوطنية العامة على المصالح الفردية .
مستلهما أمجاد تاريخ اليمن الحضاري (… أن تاريخنا بشقيه القديم والحديث لم يسجل علينا – كشعب صانع حضارة وامجاد ووارث حضارة وامجاد
– اننا قبلنا اي نوع من انواع الدكتاتورية والتسلط الفردي والقهر والاذلال ولم يسجل علينا اننا قبلنا تحت أي ظرف أي نوع من انواع الغزو الفكري الرامي الى اخراجنا من حقيقتنا واصالتنا واذابة شخصيتنا عقيدة ووطنية وقومية ).
وفي لقاء آخر لشهيد الرئيس المقدم ابراهيم الحمدي حدد مسار حركة 13 يونيو : (… فان حركة الثالث عشر من يونيو لن تنتهي ولن تتردد وستسير في طريق الشعب طريق البناء والاصلاح … وهناك مؤامرات تحاك … ولكننا لا تخيفنا تلك المؤامرات سنسير في طريق الشعب وحتى ارواحنا سنقدمها رخيصة ونحن ربطنا مصيرنا بالشعب ) .