الصباح اليمني_مساحة حرة|
لا يعلم حال أطفال اليمن ومعاناتهم إلا الله، وأباءهم الذين يموتون حسرة وهم ينظرون إليهم على أسرة الاحتضار فلا يستطيعون دفع الموت عنهم بكسرة خبز.
قالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل: “ينام المزيد والمزيد من الأطفال جوعى في اليمن”. وهذا يزيد من تعرضهم لخطر الإصابة بالضعف الجسدي والإدراكي ، بل وحتى الموت” وبلغة الأرقام قال تقرير صادر عن المنظمة إن 2.2 مليون طفل يمني يعانون من سوء التغذية الحاد، بما في ذلك ما يقرب من نصف مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم.
قبل ذلك قالت الأمم المتحدة إن طفلا يمنيا يموت كل 10 دقائق، 60 طفلا كل 10 ساعات، 144 طفلا كل يوم، وثمة أرقام أخرى توجز مأساة أطفال اليمن، لكن الأرقام لا تعني شيئا للضحايا حين يكون الجٌناة أثرياء والقُضاة تجار أسلحة، وإلا لماذا حدثت هذه المأساة بالفعل، ولماذا لا تزال مستمرة.
هذه المأساة ماكانت لتحدث لولا أن العالم بنظامه، بأممه المتحدة ومنظماته المُسماة بالإنسانية، بإعلامه وناشطيه وسياسيه، يعيش مأساة أكبر بكثير، مأساة في ضميره وحريته وإنسانيته، ففي حين يٌدرك كل هؤلاء أن حملة القصف من قبل التحالف والحرب الاقتصادية والحصار الذي يفرضه على اليمن منذ ثمانية أعوام هو السبب الرئيسي لمعاناة أطفال اليمن، تسيل لعابهم جميعا أمام أموال السعودية، وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية، التي لولاها لما أصبح الحصار ممكنا وبقنابلها قٌتل أطفال اليمنيين.
قبل عام شطب أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش اسم التحالف من القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال في اليمن، وفعل ذلك بان كي مون قبله، معلنا أن المساعدات التي تقدمها السعودية للمنظمة الأممية، أهم بكثير من حياة أطفال اليمن.
ومثل ذلك فعلت وتفعل الدول ويفعل السياسيون، وتفعل وسائل الإعلام حتى باتت مأساة اليمن، مأساة منسية، وتقييمها يخضع لمعايير هوية الجناة وهوية الضحايا، وأيهم أثقل في ميزان “وول ستريت”، بل حتى حينما يتم رفع أسماء أطفال اليمن أو معاناة اليمنيين، فعلى سبيل الابتزاز والضغط، كما تفعل الولايات المتحدة والأحزاب السياسية في أوروباء.
ولا يختلف الحال كثيرا لدى منظمات الإغاثة الإنسانية التي تتعامل مع مأساة أطفال اليمن كأرقام للبحث عن مساعدات ومنح دولية، ثم تنفق 70 % منها على نفقاتها التشغيلية، وما تبقى منها يضيع بين ورش تدريبية في الطبخ رغم خلو مطابخ اليمنيين من الأكل، أو بسكويتات ومعونات مسوسة.
يقول السيناتور الأمريكي راند بول إن أطفال اليمن الذين نجوا من الحصار الهمجي للمملكة العربية السعودية سيخبرون أبنائهم وبناتهم حتماً بأهوال شبابهم. وهؤلاء الأبناء والبنات سيخبرون أبنائهم وبناتهم. من خلال التقاليد الشفوية ، سيعرف ألف جيل من اليمنيين قسوة ولي العهد. وسيعرفون أيضًا أن الأمريكيين هم من باعوه الأسلحة لشن حملته القاتلة..
وأضيف إلى ذلك أن ألف جيل من اليمنيين سيعرفون أن الإنسانية التي كان يزعمها العالم ذات يوم، سقطت عند قدم الطفلة إشراق المعافا التي بترتها غارة جوية في مديرية نهم وهي في الطريق إلى المدرسة.
خليك معنا