الصباح اليمني_تقارير|
دخلت المشاورات اليمنية في السويد يومها الرابع، حيث تستمر اللقاءات والنقاشات المكثفة بين المبعوث الأممي مارتن جريفيث وطرفي «الشرعية» و«الإنقاذ»، كل على حدة، وفي غرف منفصلة، وسط أجواء لا تزال حتى اللحظة إيجابية ومتماسكة، ووسط حضور دبلوماسي وسياسي دولي واسع النطاق، لسفراء الاتحاد الأوروبي، وغيرهم من المسؤولين الدوليين.
المصادر السياسية في السويد، وفي حديثها مع «العربي»، كشفت عن أن «المبعوث الأممي يضغط بكل السبل والوسائل المتاحة له، مستعيناً بفريق كبير من الخبراء والدبلوماسيين والسفراء الغربيين، وأنه أوضح للطرفيين على أن الفشل هذه المرة ليس ككل المرات، وأن المجتمع الدولي لديه رغبة كاملة في الحل، وينتظر نتائج ملموسة هذه المرة، مالم فأن ما بعد السويد، لن يكون كما كان بعد جنيف والكويت».
أجواء إيجابية مقارنة بجنيف والكويت
بلغته الدبلوماسية والسياسية، يؤكد المبعوث الدولي للطرفين أهمية ذلك بين الساعة والأخرى وأثناء اللقاءات والنقاشات، وبلغة البيانات يواصل مكتب جريفيث تعزيز ذلك، ففي الساعات الأخيرة من ليلة أمس، حيث جاء في بيان صحافي صادر عن مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة «يُثني المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث، على الروح الإيجابية التي يظهرها الطرفان في مشاورات السويد».
وأضاف أن «الطرفين يعملان بطريقة جادّة وبنّاءة في مناقشة تفاصيل إجراءات بناء الثقة والحد من العنف وإطار المفاوضات»، آملاً أن «نحرز تقدماً خلال هذه الجولة من المشاورات».
ويؤكد جريفيث من جديد أهمية استمرار ضبط النفس على الأرض، ويدعو الطرفين إلى إحترام التزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي. ويقول «إننا نعمل على خلفية وضع هش للغاية في اليمن ونأمل أن يتم الحفاظ على خفض التصعيد على مختلف الجبهات، لإعطاء فرصة لتحقيق تقدم في المشاورات السياسية».
200 معتقل لكل طرف دفعة أولى
وبحسب مصادر مقرّبة من مكتب المبعوث الأممي، فإن «هناك تطور إيجابي في المشاورات وهناك تفاؤل كبير وحقيقي، ولا يوجد برنامج عمل جامد لترك ليونة في المشاورات». وفي حين أكدت المصادر، على أن «كل الأطراف وقّعت على ملف تبادل الأسرى ويتم المرور لمرحلة الاجراءات التطبيقية»، أشارت مصادر أخرى إلى أن «اليوم الرابع سيتم النقاش بشأن ملف المعتقلين والأسرى، حيث سيقدم كل طرف كشف بـ200 معتقل، وسيتم الاتفاق على أن يتم اطلاق سراح 200 معتقل لدى الشرعية و200 لدى أنصار الله».
وكشفت مصادر سياسية ودبلوماسية في السويد لـ«العربي»، عن أن «النقاشات والجدالات ما تزال مستمرة بين الطرفين بهذا الشأن، وأن المعتقلين والمختطفين ملف كبير ويبلغ العدد الحقيقي لمختطفي كل طرف ما يقارب الخمسة الاف معتقل، ولكن هذا التبادل يعتبر خطوة مهمة وبداية جيدة، للدفع ببناء الثقة إلى الأمام».
معتقلو «الإصلاح» لدى الإمارات ضمن قائمة «أنصار الله»
مصادر سياسية في السويد، أكدت لـ«العربي»، بأن وفد صنعاء التفاوضي «طرح نقاط كثيرة بشأن المعتقلين، وأن طرف الشرعية على ما يبدو يعارضها، ومن بين تلك النقاط هي مطالبة الوف بإطلاق معتقلي حزب الإصلاح وجميع المعتقلين في السجون الإماراتية بالجنوب تنفيذاً لنصوص الاتفاق الموقعّ التي توجب إطلاق كل المعتقلين على ذمة الأحداث وليس الأسرى فحسب».
هذه النقطة، وبحسب مراقبين، تدل على «إثبات أنصار الله استعدادهم للدخول في مرحلة بناء ثقة، لا تكون أنصار الله في قائمة الأولويات بقدر ما هي القضايا الوطنية التي طالت الجميع، حتى الخصوم».
وبحسب عبد القادر المرتضى، عضو وفد الإنقاذ التفاوضي، والمسؤول عن ملف الأسرى والمعتقلين، فإن «تسليم الكشوفات من جميع الأطراف إلى مكتب المبعوث الأممي، وأن الاتفاق شامل وكامل لجميع الأسرى والمعتقلين والمفقودين والمختطفين وكل من تم اخفاؤه واعتقاله على ذمة الحرب اليمنية من جميع الأطراف».
آلية تنفيذ مزمنة