الصباح اليمني_مقالات
عندما نثرت اشلائنا بالأسواق والمدن ،ومزقت أجسادنا بالطرقات والشعاب ،وذبحت أوردتنا بالمساجد والصالات ،وخرت السقوف فوق رؤوسنا ،لم يلتفت ألينا أحد بعين الرحمة ،وظل العالم يتغاضى عن مآسينا المستمرة ،ويراقب بنشوة لحظة انحنائنا وركعونا واستسلامنا المتوقع..!
ثملوا بنخب دمائنا المسفوحة، ورفعوا أرصدتهم من أكوام عظامنا المحطمة، وضاربو بسهمنا في الوجود بأسهمهم المتراكمة بالبورصة، وحولوا بلادنا إلى صالة قمار كبيرة للاستفزاز والابتزاز والاستجداء والمزايدة!!
ستة أعوام من الحرب الظالمة والحصار القاتل ،والمؤامرات والفتن المستعرة !
ستة أعوام والطيران يقصف ، والمنبر يبارك ، والنفط يشعل ، والإعلام يحمل الضحية !
ستة أعوام ذبحتنا قريش كما ذبحت عمار ، وحاصرتنا كما حاصرتك بالشعب ، وحشدت لغزونا واحتلال بلادنا شذاذ الأفاق كما حشدت لغزوك واحتلال يثرب !
قريش نفسها ولكن بعد أن أقلعت عن عبادة هبل الذي لا يضر ولاينفع، وعبدت سلمان الذي يضر ولا ينفع!
وبعد أن تركت السجود للآت الذي يقربها إلى الله زلفى، وسجدت لمن يقودها إلى تل أبيب لهثا !
قريش نفسها بعد أن ضاعت مكارم الأخلاق التي بعثت لتتممها بأبو جهل، وبقي الغرور والجهل !!!
قريش نفسها ولكن بعد أن أصبح قرارها لا يأتي من دار الندوة ،بل من البيت الأبيض!!
ربما ليست قريش ذاتها،لكنه التكبر، الغرور، السخف والكفر نفسه !!
كنت وحدك من يلملم أشلائنا ويضمد جراحنا ويربط على قلوبنا ويشد من بأسنا وينحت الابتسامة في وجهونا التي كادت تشيخ من جور العصر !!
وحدك من جمع اللحم الممزق، الدم المهدور والكبرياء المجروح ، وخلطهم عجينة شموخ، صنع منها براكين ومسيرات أحرقت معابد إله النفط!
يا سيدي
يا تسابيح صبرنا، وتكبيرات بطولاتنا، وتهليلات بشارتنا، ويقين إيماننا، وأرواح شهدائنا !!
بك انتصرنا في وجه أحقر،أبذخ، أمكر، أفرغ، وأكذب متغطرسين العالم، ومرغنا أنوفهم بالوحل ونكسنا جباههم وكتبنا عليها بالنار ( إن الباطل كان زهوقا) !
بك ستعود وحدة شعبنا بعد الفتن وقوته بعد الضعف وتعاونه بعد التفرق !
يا سيدي
معذرة لو فاضت الجراح قبل الخواطر في حضرتك، فلتقبلها يا غوثي صلوات وتسليم ومديح وترتيل عليك يا أعظم الخلق وعلى آلك وصحبك ومن سار في نهجك.
وكن شفيع متيم بك، يا بشير المعجزة الخالدة، وشاهد العصور المتجددة، وصاحب السجايا الحميدة، ونبي الحدس والنباهة، يا حبيبي يا محمد.