الصباح اليمني_السعودية
قال الكاتب الصحفي الأميركي جاكسون ديل إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان دأب على تجاهل مناشدات الولايات المتحدة، سواء تلك المتعلقة بمواطنين أميركيين تعتقلهم الرياض أو بإنتاج النفط.
وأشار ديل في مقال بصحيفة “واشنطن بوست” تحت عنوان “درس من طبيب سعودي”، إلى أن محمد بن سلمان تجاهل مطالبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخفض إنتاج السعودية من النفط رغم اعتماد المملكة على آلاف الجنود الأميركيين لحماية حقولها النفطية.
وقال إنه يبدو أن ترامب بدأ يفقد صبره على هذا التعامل المتعالي مؤخرا، حيث كشفت وكالة رويترز أنه هدد ولي العهد السعودي في اتصال هاتفي الشهر الماضي بسحب القوات الأميركية من السعودية إذا لم تخفض المملكة إنتاجها من النفط، وهو مطلب كان ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو يضغطان على الرياض من أجل تحقيقه دون جدوى طيلة شهر.
وأضاف الكاتب أن السعودية امتثلت بعد تهديد ترامب، ولكن بعد انهيار أسعار النفط الأميركي إلى ما تحت الصفر.
وأكد أن الشراكة بين السعودية والولايات المتحدة لن تزدهر ما دام محمد بن سلمان يحكم المملكة.
وسلط المقال الضوء على معاناة الطبيب الأميركي من أصل سعودي وليد فتيحي الذي أطلقت السعودية سراحه مؤخرا وما زالت تمنعه وعائلته من مغادرة أراضيها، بعد قرابة عامين من السجن التعسفي والتعذيب وسوء المعاملة.
وأوضح أن فتيحي استهدف بسبب نجاحه في أن يصبح صوتًا مؤثرًا في المملكة، وتمتعه في الوقت نفسه بعلاقات قوية في الولايات المتحدة.
ورأى ديل أن قصة فتيحي تسلط الضوء على التناقضات الكثيرة التي تطبع علاقات واشنطن مع بعض حلفائها العرب، بما في ذلك مصر والبحرين والإمارات والسعودية.
فمعظم تلك الدول -وفقا لتصريحات سابقة لترامب- يرتبط وجودها بالحماية الأميركية، ولكن نظرا لأن الأنظمة التي تحكمها قد اتخذت منعطفا استبداديا قاسيا خلال العقد الماضي، لم تعد تولي اهتماما بالمصالح الأميركية وتشك في المدافعين عن القيم الأميركية أو من لهم صلات بالولايات المتحدة في مجتمعاتها، وفقا للكاتب.
وأشار ديل إلى أن ذلك الوضع تترجمه الاعتقالات المستمرة لمواطنين أميركيين في تلك الدول، حيث أودع محمد بن سلمان أميركيين آخرين مع الدكتور فتيحي هما صلاح الحيدر -وهو نجل ناشطة حقوقية سعودية بارزة- والطبيب والكاتب المعروف بدر الإبراهيم، اللذان لا يزالان في سجون المملكة.
ووفقا للكاتب فإن الدكتور فتيحي لم يتخل عن الهدف الذي عاد إلى السعودية لتحقيقه بعيد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 رغم كل ما مر به، فهو يسعى لأن يكون جسرا بين السعودية والولايات المتحدة. وقد أخبره بأنه يعمل على فتح كلية لتدريس الطب تابعة للمستشفى الذي أنشأه في الرياض ويبحث عن شريك لمشروعه ذلك، وقال “أود أن أظل جسرا بين البلدين”.
المصدر: واشنطن بوست+الجزير
خليك معنا