الصباح اليمني _ الخليج |
قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يستخدم تويتر لمقع المعارضة وترويج دعاية مضادة تلمع صورة المملكة في عهده.
ونقلت الصحيفة عن الناشط السعودي “عمر عبدالعزيز” قوله إن قرابة 30 ناشطا سعوديا على منصة تويتر أخبروه بأنهم تعرضوا لابتزاز عبر مواد مسربة من أجهزتهم الخلوية تماما كما حدث معه عبر برمجية إسرائيلية طورتها مجموعة “NSO”.
وأوضحت الصحيفة أن هذا التصرف يأتي عقابا على انتقادهم السلطات في السعودية وخاصة على تويتر.
وهدف الابتزاز هو التغريد بالدعاية للمملكة كما يفعله جيش المستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني المعروف بـ”وزير الذباب الإلكتروني” حسب الصحيفة.
ولفتت إلى أن الأنظمة الاستبدادية ومنها النظام السعودي حولت التكنلوجيا والذكاء الاصطناعي إلى أدوات قمعية.
وكان الناشط السعودي المقيم في مونتريال في كندا عمر عبد العزيز قال إن الجواسيس السعوديين اخترقوا هاتفه المحمول وحاولوا إيقافه عن النشاط لكنه لن يتوقف عن القتال.
ويقول عبد العزيز في مقاله :”في القتال ضد حملة استهداف المواطنين السعوديين كان لدي حليف وصديق قوي وهو جمال خاشقجي الذي كان يفهم قوة تويتر في تشكيل الرأي العام في السعودية وبقية العالم العربي وقتل جمال لأنه كان مستعدا لمقاومة الذباب الإلكتروني والدعاية بالحقيقة والأفكار لكننا لا نزال نكتشف المدى الذي ذهبت فيه السعودية وولي العهد محمد بن سلمان لمراقبة الناقدين على الإنترنت وإسكاتهم”.
وأشار الناشط السعودي إلى قرار وزارة العدل الأمريكية في الأسبوع الماضي الذي تضمن توجيه إدانات لموظفين سابقين في شركة تويتر بتهم التجسس لصالح السعودية والحصول على معلومات عن المعارضين الناشطين في منصة التواصل الاجتماعي قائلا: “كنت واحدا من الأهداف وكنت جزءا من عملية منسقة للتحرش واستخدمت السعودية برمجية خبيثة أنتجتها الشركة الإسرائيلية ان أس أو غروب لاختراق هاتفي وقراءة رسائلي إلى جمال الذي كنت أعمل معه على تحديد ومواجهة الذباب الإلكتروني على تويتر في مشروع أطلقنا عليه النحل الإلكتروني وكنا نعمل معا لتجنيد جيش من المتطوعين لمواجهتهم.
واتهم عبد العزيز السلطة السعودية باستخدام الطرق كلها لدفعه للتخلي عن المشروع حيث اعتقلوا أقاربه وأصدقاءه للضغط عليه وسجنوا شقيقيه وطلبوا منهما إقناعه بالتوقف عن العمل أو التطوع في الحملة و”صدم جمال لمعرفتهم بالحملة وطلب مني عدم مناقشتها أبدا”.
ويقول الكاتب: “من أجل فهم السبب الذي اهتم فيه السعوديون بحماية ذبابهم على تويتر علينا أن نفهم شعبية وأهمية تويتر للسعوديين فلعدم وجود أي خيارات للترفيه في المملكة تعاملنا مع الظرف من خلال عيش واقع مختلف على الهواتف الذكية وأصبحت تويتر المجال الحيوي لممارسة الشخص حريته الفردية: حرية التعبير وأدت شعبية هذه المنصة بين السعوديين للانتشار الواسع بين ليلة وضحاها وعاش الناس الديمقراطية على تويتر ونشروا بحرية”.
ونوه عبد العزيز إلى أن شركة العلاقات العامة “ماكينزي أند كومباني” أعدت تقريرا لمحمد بن سلمان عن الطريقة التي تقوم بها تويتر بتشكيل الرأي العام وحددت عبد العزيز بصفته واحدا من ثلاثة سعوديين مؤثرين على تويتر: “أنا في المنفى واعتقل آخر أما الثالث فقد اختفى وحذفت تغريداته كلها”.
وكانت السلطات السعودية اعتقلت في سبتمبر 2017 أكثر من 100 شخص مؤثر على تويتر ولم يتم الكشف عن الاتهامات التي وجهت إليهم وفي ديسمبر 2017 نشر جمال تغريدة، قال فيها: “ذباب الحكومة ترك أثره على الرأي العام الوطني” وعبر عن خوفه من تقسيم الدعاية للبلد ويعلق عبد العزيز قائلا: “وكان محقا فقد قامت حسابات مزيفة وكتاب مأجورون بنشر الكراهية بين السعوديين بهجمات عشائرية وعنصرية”.
ويفيد الناشط بأنه وفريقه حاولوا بعد مقتل جمال العمل ولأشهر على مواجهة الذباب الإلكتروني والهاشتاغات و”من المحزن معرفة أن تويتر كانت أحد العوامل التي تقف وراء الجريمة البشعة لقتل لجمال وهذا تطور يحطم القلب لأننا بنينا الآمال على هذه المنصة”.
المصدر : الخبر اليمني
خليك معنا