الصباح اليمني |ترجمة خاصة| عن ناشيونال اينتريست The national interest
وصلت النشوة في إعادة تنشيط العلاقة بين تحالف الرياض وواشنطن إلى مستويات دبلوماسية عالية. فكلا العاصمتين مبتهجتين على تجديد التحالف الذي مضى عليه عقود من البرود السياسي، إذ أكدت إدارة ترامب على القيمة الاستراتيجية للرياض كمحور لتعزيز العلاقة.
ومع ذلك، فإن هذا الموقف الأمريكي مرتكز بشكل حاسم على العلاقات العسكرية باعتبارها محبطة لدور إيران الإقليمي في استبعاد جميع العوامل والقيم الإيديولوجية والاجتماعية والسياسية التي تراهن ايران عليها.
إن المخاوف من ايران غطت على كل المخاوف بشأن دور المملكة العربية السعودية بشكل غير مباشر في تنامي الإرهاب و تعزيز عقيدتها الوهابية السلفية للحد من النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط.
ولي ولي العهد ووزير الدفاع محمد بن سلمان المتحمس للهجة ترامب الصاخبة المناهضة لإيران، أكد لوزير الدفاع الامريكي جيمس ماتيس التعاون الأمريكي السعودي لمواجهة التحديات الإقليمية، بما في ذلك “الأنشطة الخبيثة لإيران”. وأبدى وزير الخارجية ريكس تيلرسون موقف أميركا الحاد تجاه إيران. وقال: “إيران هي الدولة الرائدة في العالم للإرهاب وهي مسؤولة عن تكثيف الصراعات المتعددة وتقويض المصالح الأمريكية في دول مثل سوريا واليمن والعراق ولبنان، ومواصلة دعم الهجمات ضد إسرائيل. إن سياسة إيران الشاملة تتطلب منا معالجة كل التهديدات التي تشكلها .
وعلى الرغم من ذلك ”لماذا تحتاج أمريكا إلى الحذر من الوهابية السعودية” ؟؟ إن اعتناق المملكة العربية السعودية للعقيدة الوهابية السلفية الأصولية التي لا يمكن حصر تشعباتها اللاهوتية وسياستها تمثل عوامل رئيسية لتمهيد الطريق للتطرف الإسلامي، ومع ذلك فإن السياسة الإقليمية السعودية أكثر اتساقا مع المصلحة الوطنية الأمريكية وهي في نفس الوقت أكثر مبرر للتدخل الإيراني في السياسة الإقليمية وفي اليمن. ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة تتبنى وجهة نظر مبسطة حول تدخل إيران في اليمن وتغض الطرف عن تاريخ اليمن والديناميات الاجتماعية والسياسية. .
الأمين العام تيلرسون شرح هذا قائلا : إن إيران تواصل دعم الحوثيين الإطاحة بالحكومة الشرعية من خلال توفير المعدات العسكرية والتمويل والتدريب مما يهدد الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية”. وما لم تضع الولايات المتحدة سياستها بشأن اليمن في فهم واضح للديناميات المحلية للبلد، وان لم تفعل ذلك فإن هذا الرأي السطحي المبسط سيجعل تدخلنا الى جانب السعوديين في اليمن خطرا كبيرا على كل من اليمنيين والأمريكيين.