بين الامل والتعويل على نجاح الدبلوماسية الالمانية في تحقيق اختراق في العملية السياسية اليمنية المتصلبة، بدأت في العاصمة برلين، مشاورات يمنية لبحث مبادرة تسوية عرضتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ووافقت عليها الرياض وابوظبي .
التفاؤل بقدرة برلين يراه محللون نابع من العلاقة القوية التي تحتفظ بها الدبلوماسية الالمانية مع جميع الاطراف اليمنية ، كما انها لا تمتلك طموحا توسعيا كما هو حال امريكا وروسيا وتكاد تحظى باحترام جميع الاطراف اليمنية.
مصادر اعلامية تحدثت عن تواجد وفدي حكومتي الانقاذ والشرعية في العاصمة الالمانية، حيث يمثل كلا من علي العماد، وعبدالإله المحطوري، أنصار الله، ومعهم أبو بكر القربي، وحمود الصوفي، ممثلا حزب المؤتمر الشعبي العام، فيما يمثل حكومة الرئيس ، عبدالوهاب الآنسي، وحيدر العطاس، وعبدالرب السلامي، ورشاد العليمي، وذلك حسب ما نشر في وسائل الاعلام.
المصادر حددت أسبوعاً للمشاورات التي تنعقد برعاية الخارجية الالمانية و الامم المتحدة ممثلة بمبعوثها الخاص الى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد ،والذي تحدث عن مفاوضات جديدة ووقف لإطلاق النار مع بدء شهر رمضان المبارك .
مصادر اخرى تحدثت عن مشاورات اخرى تقودها واشنطن والمملكة العربية السعودية مع انصار الله من أجل تسليم ميناء الحديدة دون قتال أو أن تشرف عليه جهة ثالثة قد تكون سلطنة عُمان كما ألمح بذلك السفير الأمريكي السابق “جيرالد فايرستاين” أو الأمم المتحدة، وهو ما أكده ولد الشيخ في حديثه عن حل وسط فيما يتعلق بمرفأ الحديدة، ويحتاج إلى توافق جميع الأطراف لوقف النزاع .
التحرك الدبلوماسي الالماني لإحلال تسوية – حسب مراقبين- تزامن مع ضغوط امريكية على اطراف صنعاء للقبول بتسوية عاجلة وسط خشية اوروبية من تكرار النموذج السوري في انتشار الجماعات الجهادية والإرهابية في اليمن الذي يشرف على اهم ممر للتجارة وناقلات النفط العالمية.
ويرى اخرون ان هذه المباحثات تأتي في ظل تحالفات وصفقات تحاول دول غربية عقدها او ابرامها مع بعض الاطرف اليمنية الفاعلة، مستدلين بأنباء تتحدث عن رضوخ حليف الحوثيين “الرئيس السابق” علي عبدالله صالح لضغوطات امريكية للخروج من اليمن مقابل ضمانات وتطمينات لم يكشف الستار عنها بعد ، فيما تطابقت معلومات عن وجود تحركات اماراتية امريكية لفكفكة التحالف الحوثي صالح وهو ما يعلل اطلاق سراح نجل الرئيس صالح من الامارات ووصوله الى فرنسا التي تحاول بدورها لعب دور الوسيط بين فريق صالح والتحالف الذي تقوده السعودية لإيجاد صيغة اتفاق ربما قد يفضي الى انسحاب صالح من المشهد السياسي والضغط على انصار الله للرضوخ والقبول بصيغة سلام طالما رفضتها الحركة الحوثية .
وحتى يتكشف المستور عما تحيكه دهاليز المؤامرات والمشاورات تستمر معاناة اليمنين لتتفاقم بكارثة اخرى تهدد حياتهم والمتمثلة بوباء الكوليرا المنتشر في اكثر من14 محافظة يمنية وفوقها المجاعة التي تلاحق اكثر من نصف اليمنيين ،نتيجة الحصار المفروض عليهم منذ اكثر من عامين جوا وبرا وبحرا ومن قبلِه حرب ظالمة اجتثت الاخضر واليابس تشنها دول التحالف بمباركة اممية وصمت دولي مطبق .