بقلم :حميدي العبدالله
بات واضحاً أنّ جهود البحث عن حلّ سياسي للحرب الدائرة في اليمن قد تراجعت، بل توقفت بشكل كامل. ليست هناك أيّ مبادرات ولا مشاريع جديدة لتدوير الزوايا، ولم يعد يسمع أيّ شيء عن نشاط المبعوث الدولي إلى اليمن.
بموازاة ذلك تستمرّ الحرب على كافة الجبهات، ويحاول كلّ طرف من أطراف الحرب اليمنية السيطرة على مناطق في هذا الجزء أو ذاك من البلاد.
ومعروف منذ بداية اندلاع الحرب اليمنية، أنّ هذه الحرب ليست فقط حرباً بين اليمنيين، بل إنّ مصالح دولية وإقليمية تشكل المحرك الرئيسي لهذه الحرب.
المملكة العربية السعودية التي بادرت إلى تشكيل «تحالف عربي» وشنّت الحرب ضدّ حركة أنصار الله والمؤتمر الشعبي، لا تقبل بقيام نظام معادٍ لها أو مستقل عنها في اليمن، وحرصت منذ تأسيس المملكة على أن يكون نظام الحكم في اليمن موالٍ للملكة العربية السعودية.
الكيان الصهيوني أكثر ما يقلقه أن يستتبّ الحكم في اليمن لجهات تتحالف مع حركة أنصار الله التي لا تشارك الكثير من الحكومات العربية العداء لإيران والتي ترفع شعار الموت لإسرائيل واللعنة على اليهود.
الولايات المتحدة والغرب عموماً لا يقبلون قيام نظام في اليمن يسيطر على مضيق باب المندب ولا يكون حليفاً أو تابعاً للدول الغربية.
بديهي أيضاً أنّ دعم حركة أنصار الله لقوى الممانعة والمقاومة في العالم العربي، وموقفها الإيجابي من إيران يثير مخاوف أطراف دولية وإقليمية عديدة.
تعارض المصالح بين كلّ هذه الأطراف هو الذي جعل الحرب اليمنية حرب إقليمية ودولية أكثر مما هي حرب بين اليمنيين، من دون التقليل من أهمية مسائل الخلاف بين اليمنيين ذاتهم.
بسبب طبيعة الحرب اليمنية وتعارض مصالح القوى المنخرطة في هذه الحرب، فإنّ السؤال المطروح الآن هل تقبل الولايات المتحدة إيجاد حلّ سياسي للحرب الدائرة في اليمن، وما هي الشروط التي تفرضها لتسهيل الوصول إلى هذا الحلّ؟
من الواضح أنّ واشنطن لن تقبل بتسهيل الوصول إلى حلّ سياسي ما لم تضمن قيام نظام حكم في اليمن موالٍ للغرب بشكل كامل وواضح، وطالما أنّ تحقيق هذا الهدف متعذّر، فلن تكون هناك تسوية ولن تسمح واشنطن بالوصول إلى هذه التسوية.