هل آن للتجمع اليمني للإصلاح أن يدرك بعد تجربته المريرة هذه أن مستقبله في اليمن وليس في السعودية.
أن مستقبله في الشراكة مع القوى اليمنية وليس مع القوى الإقليمية..
أن مستقبله في الشراكة مع أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام والاشتراكي والناصري، وبقية القوى، وليس في التبعية للسعودية والخليج ..
أن مستقبله في الشراكة والتعايش مع علي عبد الله صالح وعبد الملك الحوثي وياسين سعيد و..و.. وليس مع بن سلمان وبن زايد وبن حمد.. وبقية الأبناء..
أن مستقبله في صنعاء وليس في الرياض أو أبو ظبي أو الدوحة ..
أن مستقبله في صنعاء عاصمة دولة كل اليمنيين وليس في تعز أو مأرب أو في أي مكان آخر يعمل على تحويله إلى كانتون بسلطة حزبية ومناطقية..؟!
………
جميع شركاء الإصلاح في “عاصفة” العدوان (وليس الزبيدي وحده) يبدون مجمعين على أن التخلص منه بتاتاً ضرورة ملحة، والفارق فقط في التوقيت: الإمارات تريد ذلك الآن، والسعودية تؤجله إلى وقت الحاجة. ……..
مقابل ذلك، وقبل العدوان، كان الإصلاح في صنعاء يعيش كما يعيش كل حزب في بلده.. وأكثر. كان القوة التي يحسب الجميع حساب موقفها وموقعها.
كان الحسناء التي يخطب الجميع ودها بما في ذلك الحوثيون.
دخل الحوثيون صنعاء ولم يعتقلوا ناشطا إصلاحيا واحدا، ولم يغلقوا مقرا إصلاحيا واحدا، بل ذهبوا ليوقعوا مع الإصلاح، ومع بقية القوى، اتفاقا للسلم والشراكة.
وحين استقال هادي ذهب الحوثيون والمؤتمريون ليتحاوروا مع حلفاء هادي وعلى رأسهم الإصلاح، وتعامل الإصلاح بذلك الدلال والتيه، حتى ان محمد قحطان كان يحضر إلى موفنبيك ويجلس على طاولة الحوار معلناً الصمت كوسيلة للاحتجاج ولرفض كل ما هو مطروح. (وكان ذلك كما اتضح لاحقاً إنفاذً للتوجيهات السعودية بعدم الوصول الى أية تسوية مع الحوثيين لأن “العاصفة” في الطريق).
لم يتعرض ناشطو الإصلاح وقياديوه لأي أَذًى إلا بعد اعلان الإصلاح بيانه الشهير الذي يؤيد فيه العدوان.
إن بإمكان اليمنيين دائما أن يتوصلوا إلى تسويات وشراكات مادام الخارج بعيدا عنهم.
الإخوة في الإصلاح اعتقدوا أن قوة السعودية هي الطريق الأقصر لحسم الأمر وإعادة السلطة إلى أيديهم. غير أننا نرى النتائج ماثلة أمامنا الآن. ………..
كان بإمكانكم معارضة الحوثي وصالح ومناهضتهما مع الحفاظ على كيان الوطن، ودولته، حتى لو أقصيتم من السلطة. ولكنكم قررتم المشاركة في تدمير هذا الكيان على رؤوس خصومكم، فدمرتموه على رؤوسكم أيضاً.
والآن تضيق بكم فنادق الرياض ولم يعد من وطنٍ تعودون إليه.
بلى ثمة بقية من وطن إن امتلكتم القدر الكافي من الشجاعة، بل وحتى من الانتهازية و “التمصلح”، لتقولوا لأنفسكم: كفى.