إذا لم يتنبه السّياسيون في واشنطن الى تغيير تفكيرهم العدائي ضد إيران فإن سياستهم محكوم عليها بالفشل والهزيمة. ونشير بذلك الى تصريحات ترامب التي انطلقت من الرياض والتي تشير إلى أن إيران سبب المشاكل في المنطقة .
إن انتساب عناصر من دول مثل بلجيكا والمالديف الى تنظيم داعش الارهابي يمكن أن يكون أكثر من انتساب إيرانيين إلى هذا التنظيم. والسياسات العدائية الأمريكية في مواجهة إيران محكوم عليها بالفشل طالما استمرت في هذا النهج ولم تغيّره إلى وجهة واقعية تأخذ في عين الاعتبار دور إيران في الشرق الأوسط. ايران لم تكن سببا في حوادث الشرق الأوسط كالربيع العربي في تونس وليبيا ومصر والحرب التركية على الاكراد إضافة الى توسع تنظيم القاعدة في سوريا وشبه الجزيرة العربية. في ذات الوقت هناك دول تساهم في الفوضى كدول التحالف , السعودية الامارات وغيرها من الدول التي تدفع بالمرتزقة في الحرب على اليمن .ان الصاق تهمة دعم الارهاب بإيران هو أمر مضلل، خصوصا وأن التقارير خلال العام 2016 ميلادي تفيد بأن داعش هو التهديد الارهابي الأكبر في العالم، وليس ايران أو حزب الله أو الحوثيين.
أكثرية منتسبي داعش هم مواطني دول حليفة مع أمريكا
كيف من الممكن اتهام ايران التي تحارب داعش والتنظيمات المتفرعة من تنظيم القاعدة وتنفق ميزانيات في هذا المجال في سوريا والعراق، بينما في الحقيقة أن أكثر المنتسبين الأجانب لهذه التنظيمات هم مواطني دول حليفة مع الولايات المتحدة الأمريكية كالسعودية وتركيا والأردن وليسوا من ايران.
ولقد شارك مواطنو دول حليفة للولايات المتحدة ومن ضمنها السعودية في هجمات 11 سبتمبر في أمريكا، كما تشير التقارير أن كل العمليات الارهابية التي تمت داخل التراب الأمريكي لم يكن لأي ايراني صلة بها من قريب أو بعيد.
الوهابية السعودية لا تختلف عن ايديولوجية تنظيم داعش
السعوديون الذين يعتبرون أنفسهم شركاء واشنطن، لا يختلف نظامهم الوهابي الّذي يفرضونه مع الايديولوجية التي يحملها تنظيم داعش، فالسعودية تنفّذ أحكام بالإعدام بحق أشخاص ومرضى نفسيين، وعبر عملية قطع الرأس بحق مسجونين لم يحكم عليهم بالقتل أصلا.
عقود ال 110 مليار دولار، مكافأة ترامب للرياض على دورها في التسبب بالمجاعة في اليمن
توقيع أمريكا عقودا عسكرية بقيمة 110 مليار دولار مع السعودية تعد سابقة من نوعها، بينما السعودية هي من نفّذت هجمات 11 سبتمبر، وهي التي تستمر في دعمها لجبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا. وتسببت الغارات الجوية السعودية على اليمن في مقتل أعداد كبيرة من المواطنين اليمنيين وتسببت بمجاعة خطيرة في هذا البلد. ان السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط هي سياسة خطيرة ومحمومة من خلال دعمها أنظمة لا تحترم حقوق الانسان وتمارس التعذيب والاضطهاد بحق مختلف أفراد شعوب المنطقة.
الحظر لم يؤثر على مكانة إيران الاقليمية
أن السياسة الحالية الأمريكية يمكن ان تنعكس سلبيا، في حين يمكن أن تطيح دعوات الحرب الأمريكية بالاتفاق النووي ويمكن القول إنه ومع مضي عقود من الحظر على إيران لم تستطع أمريكا من أن تؤثر على سياسات إيران أو على دورها الإقليمي بشكل فعّال.
وبينما كان الرئيس الأمريكي يقوم بزيارته الى بلد استبدادي وهو السعودية، كانت ايران تنتهي من انتخابات ديموقراطية وملفتة للانتباه، والغريب أن تصريحات خرجت من خلال اجتماعات الرياض توحي بأن ايران بلد مستبد وأطلقت التصريحات لتغيير النظام في هذا البلد.
الخلاصة
أن ما تطلبه إيران هو المشروعية والأمن الدولي ودرجة مقبولة من القوة الإقليمية وليس التسلط العالمي، ويمكن القول إن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط هي سياسة خاطئة ويمكن أن ترتد سلبيا على واشنطن من خلال حرب لا تحمد عواقبها مع إيران، وترامب لا زال يملك الفرصة من أجل إعادة العلاقات مع ايران إلى طريقها الصحيح.