في الوقت الذي لم تصحو فيه ،القوات الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من فاجعة استهداف قائد معركة تحرير المخا وموزع العقيد حمدي شكري الصبيحي ظهر أمس ، تفاجئ اللواء 103بسيارة مفخخة يقودها انتحاري، لتنفجر وسط مجاميع من جنود اللواء المنتشر مؤخراً في منطقة جحين بمحافظة أبين مخلفاً قتلى وجرحى.
الاستهداف الممنهج لقوات هادي وقياداته أثارت تساؤلات كثيرة حول عمليات الاستهداف والجهة التي تقف خلفها ،ووسط هذا الجدل وتبادل الاتهامات ، باتت القوات الموالية “لهادي” حسب مراقبين صيداً سهلاً بين فكي كماشة الحوثيين وصالح من جهة وقوات تشارك مع التحالف في معارك التحرير..!
اللواء 103وقصة الخروج للمجهول:
لم يمضي على خروج قوات اللواء 103 الموالية لهادي من العاصمة عدن سوى اسبوعين ، ليتفاجأ أفراده المنتشرين في منطقة جحين بمحافظة أبين بهجمات شبه يومية تستهدف مواقعهم ،من قبل مسلحي ما يسمى بالقاعدة ،لعل اخر تلك الهجمات السيارة المفخخة التي يقودها انتحاري وانفجرت وسط تجمع للجنود، مخلفاً قتلى وجرحى.
مصدر عسكري مقرب من قيادة اللواء أفاد “للصباح اليمني” أن عمليات الاستهداف الممنهجة لقوات اللواء دون سواها يوحي بأن خروجهم من كان عبارة عن استدراج نحو فخ لاضعاف قوات الشرعية وتقويض سلطات الشرعية في المناطق المحررة.
المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه ،أكد أن القوات الاماراتية والموالين لها ،اتفقت مع الحكومة بن دغر لخروج قوات اللواء لتأمين سواحل شقرة من هجمات القاعدة ، لكن القيادة اكتشفت انها وقعت في الفخ ، حيث بات من السهل استهداف قوات اللواء في مواقعه الجديدة المفتوحة امام مسلحي القاعدة ، والتي يقول المصدر أنها تأتمر بأمر القوات الاماراتية التي استدرجت قوات الشرعية وأقنعت حكومة بن دغر بتسوية خلافاتهما .
محلل سياسي موالي للشرعية دعم اقوال المصدر العسكري مضيفاً ان الامارات تحاول اضعاف سلطات الجيش الموالي لهادي تنفيذا لاجندة خاصة لا علاقة لها بالتحالف .
وأشار المحلل السياسي عبد الباقي شمسان أن استهداف معسكرات هادي وكان اخرها اليوم يشير بان اللاعب الاماراتي يريد التخلص من الشرعية ، الذي على ما يبدو بات شوكة تعرقل مساره وخطواته لبسط نفوذه على اليمن ،مباشرة او عبر ادواته الموالية له.
من يزود الحوثيين بالمعلومات والاحداثيات:
عملية استهداف عربة القيادي “حمدي شكري” اثارت جدلا في اوساط المقاتلين في المقاومة الجنوبية، عن من زود الحوثيين تموقع تواجد شكري وعربته تحديداً والتي كانت خلف ثلاث عربات فاستهدفت عربته دون سواها ، قبل ان تشير اصابع الاتهامات لدى قبائل الصبيحة نحو،القيادي رائد اليافعي والذي تدفع به سلطات ابو ظبي لتولي قيادة جبهة تحرير معسكر خالد بن الوليد،وسط رفض من مقاتلي الصبيحة لاستبدال قيادتهم ،بعد تضحيات جسيمة قدمتها قيائل الصبيحة،حسب قولهم.
وفي هذه الاثناء تحدثت مصادر اعلامية أن مرافق القيادي رائد اليافعي هو الشخص الذي تواصل بالحوثيين محددا لهم الصيد الثمين، مؤكدين أن مرافق اليافعي وقوات صنعاء كانا على اتصال قبل استهداف عربة” شكري”.
وكان القيادي رائد اليافعي قد اتهم”شكري” بإبلاغ الحوثين عن مكان تواجد إحدى كتائب اليافعي العسكرية قبل نحو ثلاثة أيام والتي كانت تتجهز لإعادة اقتحام معسكر خالد بن الوليد وأثناء ذلك تعرضت لقصف صاروخي أودى بحياة 20 مسلحاً وإصابة 19 آخرين.
مراقبون اشاروا الى ان الامارات تنوي التخلص من القيادي السلفي الذي قاتل معها في باب المندب والمخا ، بسبب رفضه التنازل عن موقع القيادة لليافعي الذي رشحته ابوظبي لقيادة المعارك في موزع غربي تعز ،مؤكدين ان شكري طلب من مقاتليه الانسحاب من جبهات القتال بتعز ،في حال اصرت القوات الاماراتية على موقفها.
ويرى اخرون ان الاستهداف الاخير للصبيحي لم يكن الاول ولن يكون الاخير.
هادي يؤجل عودته:
وليس بعيداً عن الموضوع ،كشف مصدر في الرئاسة اليمنية في الرياض”للصباح اليمني”،عن اسباب تأجيل عودة الرئيس هادي الى مدينة عدن .
المصدر المقرب من “هادي” أوضح أن الرئيس طالب السلطات السعودية بتكليف لجنة عسكرية تتولى حمايته وتنسق مع الجانب الاماراتي الاجراءات الامنية داخل العاصمة عدن ، بما يضمن عدم التصادم بين الطرفين ،مضيفاً أن اللجنة السعودية المتواجدة في عدن ساهمت في تحقيق التنسيق مع القيادة الاماراتية ولكن ليس بالقدر الكافي.
وتتخوف سلطات الشرعية من ان تكون عودة الرئيس هادي الى عدن ،مخططاً لاستدراجه ،ووضعه تحت الاقامة الجبرية ،او التخلص منه بعد ان بات عائقاً في طريق مشروع ابوظبي في اليمن،مشيراً ان التحسن في العلاقات بين الشرعية والامارات ليست الا بهدف استدراج القيادة اليمنية نحو الفخ المُعد باحكام بعيداً عن قيادة التحالف المساند للشرعية بقيادة السعودية.
ويؤكد مقربون من هادي ان الرئيس يمكن ان يؤجل زيارته الى عدن الى اجل غير مسمى ،في حال لم تتوفر له الضمانات الكافية لمنع عنجهية ابو ظبي واستمرارها في تجاهل دور سلطات الرئيس وحكومته.
وكانت مصادر تحثت عن عودة قريبة للرئيس هادي للمشاركة في الجلسة الطارئة التي تنوي الشرعية عقدها للبرلمان اليمني منتصف أغسطس الجاري بمشاركة هادي وحكومته.
ويتهم مراقبون اطرافاً في التحالف بتسويع رقعة سيطرة وقوة تنظيم القاعدة في الجنوب ، بهدف إطالة بقائها في المنطقة ،واستغلال القاعدة كشماعة لترهيب المجتمع المحلي والدولي ،اضافة الى مساعدة عناصر القاعدة في ضرب الشرعية وقياداته والتخلص من كل الاصوات المعارضة لتواجدها في الجنوب، او رفض سياسات النهب والسطو الذي تنتهجه قوات ابوظبي.