الصباح اليمني|متابعات|
شبَّه الكاتب الأميركي توماس فريدمان، الولايات المتحدة الأميركية في عهد ترامب، بالإمارات العربية المتحدة، معتبراً أن ما يفعله الرئيس الأميركي لا يختلف عما يقوم به الأمراء والملوك في الدول العربية.
وأشار فريدمان في مقال له بصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية الأربعاء إن سياسة ترامب الخارجية أحدثت شرخاً كبيراً وأفقدت الولايات المتحدة بعض حلفائها الأوروبيين وأشعرتهم بأن الدفاع الأميركي عنهم أصبح من الماضي، بحسب تعبيره.
وأضاف فريدمان: “فقد تشكك حلفاؤنا الأوروبيون في التزام أميركا بأمنهم ضد روسيا، وبالقيم المشتركة في التجارة والتغيُّر المناخي، لدرجة أنَّه دفع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى إخبار مواطنيها بأنَّ الأيام التي كانت تعتمد فيها أوروبا على الأميركيين (قد ولَّت بدرجةٍ معينة، ولذا فإنَّه يجب على ألمانيا وحلفائها الأوروبيين حقاً أن يُمسكوا بزمام مصيرهم في أيديهم)”.
واعتبر الكاتب الأميركي أن هذا الأمر يعد سابقة لم تحدث في تاريخ الولايات المتحدة، “ولم يسبق لرئيسٍ أميركي من قبلُ أبداً أن أحدث شرخاً في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أولى جولاته. إنَّ ما فعله ترامب تاريخي”.
وتسائل الكاتب عن “من هي أميركا اليوم؟”. ليجيب قائلا بأن أميركا الجديدة هي: ليست الولايات المتحدة الأميركية بعد من الآن. “إنَّنا UAE الإمارة الأميركية المتحدة الجديدة”، مضيفاً بأن بلاده أصبحت الإمارة المتحدة الجديدة؛ لأن “لدينا أميراً، اسمه دونالد. ولدينا ولي عهد، اسمه غاريد. ولدينا وليةٌ للعهد، اسمها إيفانكا. ولدينا مجلس شورى (الكونغرس) يُصدِّق على أيٍّ كان ما يريده الأمير. ومثل أي نظامٍ ملكي جيد، لا ترى عائلتنا المالِكة أي تضاربٍ في المصالح بين أعمالها الشخصية وأعمال الدولة”.
ويرى الكاتب الأميركي أنَّ “مبدأ ترامب بسيطٌ للغاية؛ وهو أن هناك 4 تهديدات فقط في العالم: الإرهابيون، والمهاجرون، والمُصدِّرون والمُستوردون، وكوريا الشمالية. ولم تعد التهديدات التي تواجه الديمقراطية على قائمة التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة بعد الآن. ولذا، لا يهم مدى بغضك كزعيمٍ أجنبي.
الشروط الستة:-
واعتبر فريدمان أن بإمكان أي دولة أن تكون أفضل أصدقاء الإمارة الأميركية المتحدة إذا توافرت فيها 6 شروط؛ وهي:
1. إذا دفعت لنا الأموال عن طريق شراء أسلحتنا. ومع ذلك، فإنَّى أُحذِّرك أنَّ السعودية قد رفعت السقف كثيراً، ويبدأ من 110 مليارات دولار.
2. إذا دفعت لنا عن طريق إنفاقٍ دفاعي أعلى بالنسبة لدول الناتو- ليس من أجل ردع روسيا، التي تستخدم الحرب الإلكترونية للتشويش على كل انتخاباتٍ ديمقراطية يمكنها التشويش عليها، ولكن من أجل ردع “الإرهاب”، وهو الشيء الذي تصبح الدبابات والطائرات عديمة الفائدة أمامه.
3. إذا دفعت لنا عن طريق تنازلاتٍ تجارية. ولا يهم بكم تُقدَّر تلك التنازلات. كل ما يهم هو أن يكون بمقدور الأمير ترامب أن يعلن حصوله على “تنازلات”. ولتنظر إلى “التنازلات التجارية” الأخيرة التي حصل عليها ترامب من الصين.
4. إذا دفعت لنا عن طريق تحرير أي مواطنٍ أميركي اعتقلته باتهاماتٍ مُلفَّقة نكايةً في باراك أوباما ولترهيب نشطاء حقوق الإنسان.
5. إذا دفعت لنا عن طريق تملُّق أميرنا وإخباره كم أنَّه أفضل من أوباما. ولتنظر إلى الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
6. إذا كنت روسيا ولا تدفع لنا أي شيء.
كانت هذه الشروط التي اعتبرها فريدمان الآن تهم الرئيس الأميركي وليس أي شيء آخر.