الصباح اليمني : تقرير / هاشم الدره |
رغم مرور عامين من بداية عاصفة الحزم على تحالف الحوثي وصالح والتي اودت بحياة أكثر من 7400 مواطن وجرح على إثرها ما يزيد عن 40000 جريح إلا أن العاصفة لم تحقق أهدافها المعلنة على لسان ناطقها اللواء أحمد عسيري .
فالسعودية التي تحالفت مع أكثر من 17 دولة بما فيها أمريكا وبريطانيا للقضاء على تحالف الحوثيين مع صالح وإعادة الشرعية المتمثلة بالرئيس المنتهية ولايته عبده ربه منصور هادي إلى صنعاء عجزت عن تحقيق مسعاها ولم تثمر تحالفاتها وضرباتها البرية والبحرية والجوية إلا الدمار للبنية التحتية اليمنية تدميرا شبه كامل .
وبناءا على إحصاءات الأمم المتحدة فإنه قد قتل ما لا يقل عن 7400 شخص من بينهم 1500 وجرح ما لا يقل عن 40000اخرين ، أي أن 100 شخص يقتلون يوميا في اليمن ، هؤلاء هم ضحايا القصف الجوي المكثف التي تشنه مقاتلات التحالف السعودي والتي لم تهدأ أو تتوقف يوما واحدا على مدى عامين .
المجاعة تشمل الكثير من محافظات اليمن والقصف يدمر أكثر من 412 مركزا صحيا
وبعد عامين على بدء عاصفة الحزم فإن الحالة الإ قتصادية قد تدهورت إلى مستوى جعل من سبع محافظات يمنية على شفير إعلان المجاعة فيها .كما أعلنت وزارة الصحة من صنعاء أن طائرات التحالف دمرت خلال العامين الماضيين أكثر من 412 مركز صحيا ومستشفى إما كليا أو جزئيا .
أكثر الهجمات الجوية دموية خلال العامين
قامت طائرات التحالف في الثامن من أكتوبر العام الماضي باستهداف صالة عزاء في العاصمة صنعاء أدت إلى مقتل وإصابة أكثر من 700 شخص , وفي مطلع العام 2015 قتلت طائرات التحالف ما لا يقل عن 29 نازحا عندما استهدفت مصنعا للألبان بالقرب من ميناء الحديدة ، وقتل أيضا 60 مواطنا في مدينة زبيد ، و70 شخصا في سوق بمثلث عاهم ، كما استهدفت الحملات الجوية عرسا في محافظة ذمار أدى إلى مقتل وجرح أكثر من 100 شخص ، وأيضا 25 سجينا لقوا حتفهم جراء قصف الطائرات السعودية لسجن مدينة عبس ، ومجزرة مروعة في مديرية أرحب بمحافظة صنعاء عندما قصفت طائرات التحالف السعودي مجلس عزاء للنساء . وقبل ذلك إستهداف مدرسة في نهم وقطعت أوصال بعض طلابها في المرحلة الإبتدائية أشلاءا في المنطقة . إعترفت السعودية بخطأها في بعض هذه المجازر وحملت الشرعية مسؤوليتها ، وأنكرت الكثير منها. حرب لم ترعوي فيها المملكة السعودية في إستخدام كل أنواع الأسلحة فيها المحرمة وغير المحرمة ، بل إن اللواء عسيري أعلنها صراحة بأن أستخدام القنابل العنقودية المحرمة دوليا , ليست محرمة ويجوز استخدامها.
القوة الصاروخية تطلق صواريخها على المواقع العسكرية في السعودية
لم تقف القوة الصاروخية اليمنية مكتوفة اليدين ، بل عمدت على تطوير قوة التفجير لصواريخها الروسية القديمة ومدى وصولها إذ أنه ارسلت الكثير من صواريخها إلى المواقع العسكرية السعودية وكان آخرها إطلاق ثلاث صواريخ دفعة واحدة إستهدفت قاعدة الملك خالد الجوية بخميس مشيط , وقبل ذلك صاروخا وصل إلى قاعدة الملك سلمان الجوية في الرياض بدقة حسب الناطق الرسمي للجيش اليمني شرف لقمان .
هذه الصواريخ زادت مخاوف التحالف السعودي بعد وصول الصواريخ اليمنية الى أماكن في المملكة لم تكن تتوقع أن تصلها نتيجة المعلومات المغلوطة التي ضللها بها الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه هادي و المخابرات الأمريكية التي تفيد بنزع كافة البطاريات الخاصة بالصواريخ وتحييد منظومة الصواريخ البالستية ومنظومة الدفاع الجوي اليمني ليسارع اللواء العسيري بعد أكثر من شهر من بدء العاصفة للإعلان عن القضاء على كل المخزون من الصواريخ البالستية في اليمن ، ولكن العالم يتفاجأ ليس فقط بالصواريخ البالستية الروسية المطورة في اليمن بل وبطائرات بدون طيار مصنوعة في اليمن قصفت مواقع عسكرية سعودية وكانت المفاجأة الأكبر هو تفعيل نظام الدفاع الجوي بمنظومات صاروخية استطاعت اسقاط الكثير من الطائرات الحديثة f16 والأباتشي ، ونتيجة لذلك وارتفاع نسبة المخاطرة لدى الطيارين السعوديين والأجانب عمدت السعودية الى رفع أجور الطيارين بنسبة 60% لمواصلة عملياتهم في اليمن .
ترامب في خط المواجهة مباشرة في اليمن
تخبط واضح في مستوى أداء التحالف السعودي على كافة المستويات العسكرية والسياسية ، دفعت به الى الإسراع الى مزيد من الحشد الدولي والزيارات المكلفة والتي كان آخرها زيارة ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان الى الولايات المتحدة الأمريكية لطلب المساعدة من الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب لاحتلال ميناء الحديدة في الشمال وهو المنفذ البحري الوحيد والذي يستفيد منه أكثر من 17 مليون يمني ، ما حدا بالأمم المتحدة الى التحذير من هذه الخطوة الكارثية على الصعيد الإنساني ، وعلى الرغم من هذه التحذيرات بدأت المناورات الإعلامية الممهدة لمثل هذه الخطوة والتي لو نفذت سيكون وقعها على المملكة السعودية أخطر مما هو على اليمن حسب الكثير من المحللين .