نشر موقع “هيل تايمز” الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن الأزمة الخليجية وخاصة الشروط التي وضعتها دول الحصار, مشيراً إلى أن المهلة التي حددتها المملكة العربية السعودية وحلفاؤها لقطر للاستجابة لمطالبهم غير القابلة للتفاوض قد انتهت ولم تلتزم قطر بها، مما يدعو للتساؤل ماذا سيحدث الآن؟ هل تغزو السعودية قطر؟ وهل يمكن أن تفعل ذلك بسهولة إذا أرادت أم لا؟
وأضاف الموقع الأمريكي في تقرير ترجمته “وطن” أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يحظى بدعم واسع من دونالد ترامب وإن لم يكن من وزارة الخارجية الأمريكية في حصاره لقطر، وأنه ربما يوافق ترامب على الغزو أيضا. وعلاوة على ذلك، محمد بن سلمان رجل أغرق القوات السعودية في الحرب الأهلية في اليمن لمجرد شكوك لا أساس لها من الصحة بأن إيران تساعد المتمردين عسكريا.
وشروط ابن سلمان لإنهاء الحصار على قطر قاسية جدا بحيث يبدو أنه يريد أن يتم رفضها. فهو يريد من قطر أن تتفق مع السعودية وحلفائها عسكريا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا، وكذلك في الشؤون المالية. وبعبارة أخرى لا يريد سياسة خارجية أكثر استقلالية، وفرض ضوابط اجتماعية أشد في الداخل.
وتضمنت المطالب الـ 13 إغلاق قناة الجزيرة الفضائية التي تتخذ من قطر مقرا لها، كما يجب على قطر قطع كل الاتصالات مع جماعة الإخوان المسلمين، وهي حركة إسلامية غير عنيفة إلى حد كبير ومؤيدة للديمقراطية كانت قوة رائدة في “الربيع العربي”. كما يطالبها ابن سلمان بأن تنهي كل الدعم المقدم للجماعات المتمردة الإسلامية في سوريا.
كما يجب على قطر أن تسلم جميع الأفراد الذين اتهموا بالإرهاب وهو توصيف واسع جدا في البلدان الأربعة (السعودية ومصر والبحرين والإمارات) التي تفرض الحصار. وسيتعين عليها طرد جميع مواطني هذه البلدان الذين يعيشون حاليا في قطر.
وأخيرا على قطر أن تنهي جميع الاتصالات التجارية والدبلوماسية مع إيران، على الرغم من أن دخلها يأتي بالكامل تقريبا من حقل الغاز الضخم الذي تتشاركه مع إيران. ويجب أن تدفع تعويضات عن الأضرار التي تسببت فيها، وأن تقبل الرصد المنتظم لامتثالها لهذه الشروط خلال السنوات العشر القادمة.
إن الدول الأربعة التي تعمل على الحصار (السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر هي ثلاث دول ملكية مطلقة وواحدة تمتاز بالدكتاتورية العسكرية) تحاول حقا قمع الأفكار الديمقراطية في المنطقة، خاصة وأن اتهام قطر بدعم الإرهاب سيكون أكثر إقناعا إذا لم تفعل السعودية والإمارات العربية المتحدة نفس الشيء. ولديهم جميعا علاقات مع جبهة النصرة، ومع تنظيم القاعدة لأنه يقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
في النهاية، من المؤكد أن السعودية لن تغزو قطر، خاصة في ظل وجود القوات الأمريكية البالغ عددها 10 آلاف جندي في قطر مما يمنح الدوحة حماية سياسية ويجعل الولايات المتحدة حائط صد ضد التحركات السعودية، فضلا عن القوات التركية التي يوجد مقرها في قطر مما يساعد في الدفاع عن البلاد إذا اختارت الدوحة أن تقاوم.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخرا ” لا نحتاج إلى أذن من أي شخص لإقامة قواعد عسكرية بين الشركاء، إننا نؤيد ونقدر موقف قطر تجاه الـ13 مطلبا، إنه نهج قبيح جدا في محاولة التدخل في اتفاقنا “.
لكن المملكة العربية السعودية لن تخاطر حتى بحرب صغيرة مع تركيا، لذلك ستقتصر على استخدام نفوذها المالي لوقف دول أخرى من التجارة مع قطر.
وكما قال عمر غباش، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى روسيا، لصحيفة الجارديان الأسبوع الماضي: هناك إمكانية واحدة لفرض شروط على شركائنا التجاريين، ويمكننا أن نقول إن كنت ترغب في العمل معنا فعليك مقاطعة قطر). ولكن هذا ليس من المرجح أن يعمل أيضا، وعلى الأمير محمد بن سلمان أن يعلم أنه بدأ معركة لا يستطيع أن ينهيها.