بقلم:عبدالباري طاهر|
بدلاً من الحديث المسهب عن السلام، فلنتحدث عن الحرب؛ فتشخيص الداء دائماً ما يسبق الدواء، بل إنه ليستحيل العلاج قبل التشخيص! معرفة العلل والمسببات والبيئات الحاضنة والمولدة للحروب وبؤر الفتن والإرهاب خطوة أولى ضرورية ومهمة للبحث عن المعالجات، وطرح الأسئلة الأكثر موضوعية وصدقاً في الخلاص من أوزار الحروب وجرائمها الكارثية المتسلسلة والمستدامة. أليست الحرب جذر الأشياء جميعاً كما يقول هيراقليطس؟ ليست الحرب سمة عربية أو يمنية، وإن اشتهرت العرب بداحس والغبراء والبسوس ومفرادتهما الكريهة في التاريخ العربي، والتي تستعيدها الذاكرة من حين لآخر، لكن لا للعظة والاعتبار!حمى الحروب المستدامة في اليمن تعود في جانب مهم منها إلى أن السلطة مصدر ثراء فاحش في بيئة فقيرة حد المجاعة، في مجتمع شديد التفاوت في النمو والتطور، بل هو أنموذج للتفاوت في المنطقة العربية كلها. هذا التفاوت في النمو والتطور حال دون الإندماج الوطني، وأبقى على المكونات الأساسية الأولى للمجتمع حية. فمبقدار ما تضعف الدولة أو بالأحرى السلطة تسهل العودة إليها، وتحل تلقائياً محل السلطة الضعيفة والهشة منذ الولادة.