الصباح اليمني_متابعات
كشف تقرير لمعهد أبحاث كندي، تفاصيل العمليات العسكرية اليمنية والتي تؤرق البحرية الأمريكية ونظيراتها الأوروبية في البحر الأحمر وذلك بأسلحة زهيدة الثمن تلحق خسائر كبيرة في انظمة الدفاع الأمريكية والأوروبية التي تجبر على التصدي لها وبأسلحتها باهظة الثمن في حرب استنزاف خلال وقت قياسي.
وبحسب المعهد الكندي للشؤون العالمية، فإن القطع البحرية الأمريكية والأوروبية في البحر الأحمر وجدت نفسها مكشوفة كليا بعد استنزاف دفاعاتها الجوية الباهظة الثمن بطائرات مسيرة وصواريخ يمنية رخيصة الثمن.
وأضاف المعهد أن التحالف الأمريكي يواجه مشكلة كبيرة بسبب تكاليف التصدي للهجمات العسكرية اليمنية التي تتم بعدد كبير من الطائرات المسيرة والزوارق والغواصات المسيرة والصواريخ الباليستية رخيصة الثمن “رغم ثمنها الرخيص إلا أن الأنظمة التسليحية اليمنية مثل الطائرات المسيرة والزوارق المسيرة والغواصات المسيرة والصواريخ المجنحة والباليستية، تمثل تهديداً حقيقياً للسفن الحربية وقدرات الدفاع الجوي لديها التي لا يزال يعتمدها الغرب حتى اليوم منذ حقبة الحرب الباردة”
وبخصوص مشاركة كندا أوضح المعهد “تشمل مساهمة كندا الحالية ضمن التحالف الأمريكي في البحر الأحمر لصد هجمات الحوثيين، ضباط أركان ومحلل استخبارات، ومع ذلك فإن التهديد المتصاعد للحوثيين يستدعي من كندا زيادة مشاركتها، لكن مع نجاح الحوثيين باستمرار قطع الملاحة وضرب السفن وإغراقها كما حدث مع السفينة البريطانية روبيمار فإنه يتعين على كندا الاستفادة من الدروس في البحر الأحمر خاصة فيما يتعلق بالدفاع الجوي البحري الكندي”
وحذر المعهد في تقريره من استفادة الصين وروسيا من تجربة اليمن في مواجهة التحالف الأمريكي_ الأوروبي بالبحر الأحمر بعد فشل البحرية بالتصدي للعمليات اليمينة أو منع التهديدات اليمنية، قائلا “التصرفات التي بدرت من القوات البحرية للحوثيين تنذر بتغيير استراتيجي في الحرب البحرية … الأمر الأكثر خطورة أن تتجه الصين وروسيا مع تقدمهما التقني والتكنولوجي للاستفادة من التجربة اليمنية في ظل بقاء كندا والغرب معتمدين على أنظمة أسلحة بحرية تقليدية عالية الكلفة ما يستدعي إنتاج أنظمة دفاع بديلة تواكب الأنظمة الهجومية الرخيصة التي يستخدمها الحوثيون، مثل أنظمة دفاع تعتمد على الطاقة الموجهة أو الكهرومغناطيسية”
ولفت إلى أنه “حتى الآن، حقق الحوثيون نجاحًا كبيرًا في تعطيل التجارة العالمية (في إشارة لتعطيل الملاحة الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية)، حيث اختارت العديد من السفن التجارية القيام برحلات أطول وأكثر تكلفة حول القرن الأفريقي بدلاً من المخاطرة بالسفر عبر البحر الأحمر وقناة السويس”
وبخصوص الطائرات المسيرة اليمنية والصواريخ الباليستية قصيرة المدى ذكر التقرير”في حين أن الصواريخ الباليستية متوسطة وقصيرة المدى حظيت بأكبر قدر من الاهتمام حتى الآن، فقد كشفت الحرب في البحر الأحمر وبوضوح أن الطائرات بدون طيار غير المكلفة المصنوعة محليًا تشكل تحديًا كبيرًا آخر لأنظمة الدفاع الجوي البحري التقليدية”
وأشار إلى أن التدخل الأمريكي والغربي ضد اليمن لصالح “إسرائيل” عاد بنتائج سلبية على الولايات المتحدة الأمريكية وسمعة الأسلحة الأمريكية التي لم تجدي نفعا في التصدي للهجمات اليمنية التي تستهدف السفن البحرية الأمريكية، وفشل قدرات الدفاعات الجوية لدى تلك السفن مقابل نجاح الأسلحة اليمنية في استنزاف المخزون الصاروخي لدى السفن الأمريكية والأوروبية، حيث باستطاعتها شن هجوم واسع بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، مستدركا أن “السفن الحربية الكندية البالغ عددها 12 سفينة تحمل كل واحدة منها 16 صاروخاً دفاعياً للتصدي للأجسام المعادية في الجو وأنه بالإمكان أن يقع هجوم على إحدى هذه السفن ما يدفع الطاقم لاستخدام كل الصواريخ الدفاعية الـ16 وبقاء السفينة من دون منظومة دفاعية لأن إعادة التذخير تتطلب مغادرة السفينة الحربية إلى أي ميناء صديق”
وتابع المعهد أن العمليات العسكرية التي شنتها البحرية الأمريكية ضد اليمن، دفعت الأخيرة إلى توجيه ضرباتها لاستهداف البحرية الأمريكية، وهو ما أثار مخاوف لدى الدول الأوروبية من أن ذلك قد يؤدي إلى استنزاف الدفاعات الجوية لدى قواتها البحرية مع الأخذ بالحسبان الفارق الشاسع بين تكلفة الأسلحة اليمنية مقابل نظيراتها الأمريكية والأوروبية، وهو ما قد يؤدي إلى استنفاد مخزون صواريخ الدفاع الجوي، وهو ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تراجع القوات البحرية الأوروبية عن مهامها في البحر الأحمر بسبب عدم قدرتها على حماية نفسها بعد استنزاف دفاعاتها الجوية بأسلحة يمنية لا تقارن.
خليك معنا