الصباح اليمني_د.أنيس هزاع الأصبحي_مساحة حرة|
ِ استدخال الهزيمة هو رّدة، هو انتقال تاريخي
مصيري إلى هامش التاريخ، هو خروج بل هروب من الاشتباك ومن المعركة وهو جوهريا وبلامواربة رخاوة في حالة الفرد وخيانة في حالة الجماعة ، يدركها من يرتكبها ويهرب من مواجهة نفسه وقد يستخلق تبريرات لها من طراز من يمكنه الاثبات أن هذا تطبيعآ
من الذي يحدد مفهوم التطبيع؟
وهذا خبث مكشوف بالطبع، وهذا ضعنا في خانة الاختلاف على تعريف التطبيع، في حين أن التطبيع في التحليل الاخير ممارسة فعلية وبالتالي أول من يتأكد منها و من يمارسها! كما يحاول البعض بعد أن يكشف عورته بيده، تغطيتها بتفوهاته، كالقول: هذا هو الحال بل مرة
َّ واحدة/غلطة واحدة/سقطة واحدة ليس أكثر…الخ.
إن تغطية السقوط أخطر من السقوط نفسه. هي تكريس حقيقي للسقوط والتخاذل. ولذا، يحظر السقوط في محاكمتها بشروط محاكمة الهزيمة. فالهزيمة ليست طوعية هى نتاج اشتباك
قد تؤثر الى تقصير أوقصر نظر ، او استخفاف بالعدو، أما قرار التغطية فهو الإمعان فى الفعل الذي يجب يدان ، هو تعبير عن انتماء له يقوم على ارتباط مصلحي او عقيدي أو كليهما لا فرق في النتائج. هنا ننتقل إلى درجة أعلى في السقوط حين تصبح درجة التطبيع “أي التخاذل، السقوط، الرخاوة، قرار بوعي، طوعية بقرار ليس شرطا
ً أن تكون أي واحدة منها بثمن. فالتولي وعدم المواجهة في ما هو واجب هو موقف سلبي ما، وبالطبع ليست كل سقطة خيانةموجبةلعظام العقوبات ُ إن رفض الهزيمة هو حالة مقاومة بمستوي المقاومة الايجابي المحدث للفعل
ُ والنتائج وبالسلبي الذي يباعد فيه المرء ما بينه وبين الخيانة كحد أدني للمقاومة وهذاِ في طوع وطاقة كل إنسان. قد لا يقتنع كل منا بأن هزيمة العدو سهلة او قريبة أو حتى ٍ ممكنة في المدى المنظور، ولكن ليس من حق اي منا تطبيع نفسه على الهزيمة إذا لم يعتد المقاومة.
ومن تجليات الهزيمة، بقرار، شراء البعض منتجات العدو لانه يعتقد بقوةالعدو ، أو استحالة النصر عليه، أو يستصغر أثر مقاطعته لمنتجات العدو، علما بأنه بهذاُ الموقف يقوي العدو، وفي هذا تفاقم التناقض. فالاقتناع سواء بتحليل عميق أم بسيط هو أمر والقيام بالحد الأدني في الواجب أمر آخر الا اذا كان هناك من لايعتبر العدو عدوآ
يقول المبدأ أو الانتماء أن كل مواطن جزء من الاشتباك وله فيه دور، فهذا اساس
مبدأ الحق في المواطنة. والحد الادنى من الاشتباك فيما يتعلق بالمشكلة/الاشكالية التي تناقش هو الامتناع عن فعل ما ينفع العدو لانه يضر بالوطن. وهذا يعني في حالة التناقض
التناحري بيننا وبين هذا العدو أن لامساحة للحياد، ولامساحة للهدنة، فما بالك بالتولي
يوم الزحف، بل يوم المقاومة. لا بل إن رفض التطبيع هو اساسا ذلك المشروع الذي يحولً حالة الهدوء الاشتباكي إلى اشتباك من مستوى آخر. وهذا ينسف مصطلح الهدنة. فالهدنة
هي بين عدوين كل منهما طبيعي وشرعي. أما في حالتنا فالتناقض التناحري يعني لا شرعية العدو
ً وبالتالي فإن هدوء الاشتباك المسلح قط أن سلاما
هو قيد الاقبال ومن هنا فالتطبيع هو حالة من استدخال الهزيمة الذي يساهم في تقوية المجهود الحربي للعدو.
َ بهذا التوضيح والفهم للتناقض ولطبيعة العدو، تَّكوم الحياد كخدمة في حضن العدو. فالحياد الفردي تجاه العدو شبيه بالهدنة العامة تجاهه
إن الدور الطبيعي، بل الواجب، هو مواجهة العدو باي قدر من المواجهة، وتحديداً بما يعلو فوق مستوى الحياد الذي حقيقته ال إبالية وليس حياداً. لذا، يصبح واجب كل مواطن أن يحمل
ً ٍ يدفعه لفعل ٍ مقاوم ما، أو أن يقوم بدور ضد العدو، والحد الادنى هو رفض استهلاك ما لدى العدو من سلع وسياسة وثقافة، بل مواجهة هذه وقرائتها ونقدها ودحضها وانتاج نقيضها. وحين يزعم البعض انه محايداً أو ليس مهتما فهو في الحقيقية يخدم العدو، بوعي أو جهل، لا يهم أن يكون في واحدة منها أو جميعها، المهم انه على
هامش السقوط لصالح العدو الذي هو أكثر خطورة
وكلما اشتغل المواطن في مناهضة التطبيع مهما كانت مساهمته متواضعة وجهده بسيطآ له
ً ان يشعر بالمتعة بل بالعز ُة أنهُ يشاغل العدو
فمناهضة التطبيع تفترض وتشترط المقاطعة والمقاطعة تفترض وتشترط التنمية. بدخول المواطن وانغماسه في المقاطعة والتنمية يكون قد وقف موقف العز ُة لا وقفة ذل على ابواب
أعداء الوطن على انواعهم وتنوعاتهم.