الصباح اليمني_مساحة حرة|
بحسب لوائح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية OCHA، فإن قواعد العمل الإنساني تتضمن أربعة مبادئ رئيسية، منها مبدأ “الإنسانية” و مبدأ “عدم التحيز”.
السيدة ليز غراندي، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، أسقطت هذين المبدأين بضربة واحدة يوم أمس، حيث جلبت طائرة خاصة إلى مطار صنعاء المغلق أمام الرحلات الجوية، كي تنقل طفلة “يعمل والدها لدى الأمم المتحدة” لغرض العلاج خارج اليمن. لكن السيدة ليزا رفضت السماح بنقل سبعة أطفال يمنيين على نفس الطائرة للعلاج رغم أنهم جميعا في حالة صحية حرجة و لا يزيد عمر أكبرهم عن ٨ سنوات بحسب مناشدة وزارة الصحة في صنعاء، أما سبب المناشدة فهو معلوم نتيجة تنصل الأمم المتحدة عن تنفيذ التزامها السابق في اتفاقية الجسر الجوي لإجلاء المرضى اليمنيين ذوي الحالات المستعصية المتعذر علاجها في المستشفيات اليمنية.
المساواة في التعامل مع الحالات الإنسانية و عدم التمييز بين المحتاجين للغوث، هي من أهم أسس العمل الإنساني، كما أن إجلاء الأطفال السبعة يعد بالمفهوم الإغاثي نوعا من التدخل “الواجب” لإنقاذ الحياة، و هو تدخل يسير العبء و لا يشكل خطراً على الغير، لكن يبدو أن المسؤولة الأولى عن إدارة الشؤون الإنسانية في اليمن لديها معاييرها الخاصة و الغير قابلة للإعلان، إذ لم يصدر عنها أي بيان لتفسير أو نفي الواقعة منذ أمس.
سبعة مطرودون من رحمة الأمم المتحدة، سبعة لا تظِلهم “الشؤون الإنسانية” بظِلِّها و لا تقِلُّهم طائراتها، من بينهم هناك ستة أطفال يعانون من مرض خلقي “تشوُّه في القلب” .. فيما يبدو أن “السيدة ليز” و زملاؤها يعانون من تشوُّهٍ أفظع في إنسانيتهم المفترضة. و ما بين التشوُّهِ الخَلقي و التشوُّه الأخلاقي مسافة هائلة يختزلها النفاق العالمي بالتضليل و الأقنعة.
خليك معنا