مطار عدن.. جذوة صراع الحلفاء التي لا تخمد

الصباح اليمني|خاص|

في صراع قديم متجدد ، يبدو المشهد في مدينة عدن يراوح مكانه، وإن اختلفت الادوات والساحات ، ليعود مطار عدن للصدارة مجدداً، في سباق السيطرة والنفوذ.

 

ورغم محاولات الكثير تصغير اشتباكات المطار، واحتواء الموقف، وشخصنة الصراع الدائر فيه ، إلا ان مراقبون يرو أن الامر يأتي في سباق الصراع البيني الخليجي ، ليس بين الامارات والسعودية فقط بل قد يكون لقطر دوراً محورياً فيه.

مسارعة بن دغر رئيس حكومة الشرعية المتواجد في المدينة ،لتطمين الرأي العام بالسيطرة على الامور والحديث عن اتصالات اجراها عقب الاشتباكات التي شهدها مطار عدن ومحيطه ،بنظر متابعين مجرد فرقعات اعلامية لتوحي بسيطرة الشرعية على الوضع، على عكس ما هو واقع بالميدان.

واستطاعت قوات امن عدن بمساندة من قوات الحزام الامني من الدخول صبيحة الاربعاء الى المطار وتسلم مهمة حمايته وتأمينه، بعد توقف الاشتباكات بين قوتين أمنيتين مكلفتين بحمايته.

مصادر محلية بمدينة عدن تحدثت لــ “الصباح اليمني” عن صراع ثلاثي خليجي على خلفية السيطرة على  محافظة عدن، مشيرة الى  ان اندلاع الاشتباكات العنيفة جاء على إثر  خلاف بين قائد قوات الحماية الأمنية للمطار صالح عميران (أبو قحطان) الموالي لقوات الحزام الأمني المدعومة من دولة الإمارات ونائبه “الخضر كرده” المحسوب على قوات الحماية الرئاسية التي يقودها نجل الرئيس الفار “عبد ربه منصور هادي” التي حاولت السيطرة على المطار ففشلت.

ومهمة حماية مطار عدن اصبحت لغز بالنسبة للكثير من المتابعين وشهدت تنازعا مسلحا مرات عدة ، خلال الأشهر الماضية والتي تنتهي عادة باعتقال بعض القيادات الموالية للسعودية التي عجزت مراراً عن إيجاد موطئ قدم لها في المدينة.

وبالرغم من السيطرة على مطار عدن – حسب متابعين- لا يعني انتهاء التوتر والوضع الغير مستقر في عدن، حيث ان الخلافات بين الامارات وقطر والسعودية تفجر الاوضاع السياسية والاقتصادية والامنية فيها باستمرار، فالفصائل المسلحة في الجنوب تعمل خارج نطاق الشرعية ، وتُدار بواسطة اللاعب الاقليمي .

إلى ذلك كشف موقع “العربي” عن نقل كميات كبيرة من الأسلحة و المعدات، بينها صواريخ حرارية مضادة للطائرات، فجر الثلاثاء 30 مايو2017، من قصر معاشيق إلى معسكر اللواء الثالث حماية رئاسية في جبل حديد.

 ولفت الموقع إلى أن هذه الدفعة من الأسلحة النوعية التي جرى نقلها الى معسكر اللواء الثالث حماية رئاسية، والذي يقوده العميد ركن إبراهيم حيدان السياري، ليست الأولى، فقد سبق وأن تم نقل كميات كبيرة من الأسلحة قبل أسابيع إلى معسكر جبل حديد شديد التحصين، قدمت من محافظة مأرب،

ويرى مراقبون الى أن ما جرى في المطار، مؤخرا يعد بروفة أولية لسيناريو انفجار متوقع في عدن، قد تشهده المدينة في أي لحظة، خصوصاً وان الجميع يتسابق لبسط نفوذه وإزاحة الآخر ،الامر الذي ينذر بمعارك مقبلة وقودها والمكتوي بلهيبها المواطن الجنوبي أولا وأخيرا.

خليك معنا
قد يعجبك ايضا