“القصة مش رمّانة.. القصة قلوب مليانة” مثلٌ معروف بالنسبة لبلاد الشام يتحدث عن كون الاسباب الظاهرة امام العيان لا تشبه تلك الحقيقية والتي لا يظهرها الاطراف المعنيون بالقصة. هذا المثل كان الوحيد الذي لم يستخدمه مذيعو قناة “الجزيرة” خلال الليلة الليلاء التي عاشتها قطر الأحد.
مذيعو القناة استخدموا عمليا معظم الامثال الشعبية خلال حواراتهم المرتجلة في ساعات الليل لفهم ما يجري واستخدموا معها كل الكلمات “الملطّفة” التي لم يعتادوها عمليّا في نقاشاتهم وحواراتهم خلال السنوات الماضية، وهذا طبعا عكس تماماً ما جرى في قنوات الاخوة الخصوم.
قناة العربية كانت مهيئة تماما ومنذ اكثر من اسبوع لاعداد سلسلة كبيرة من التقارير المتقنة عن اشكالات قطر الداخلية وعن سطوة العائلة المالكة فيها وعن تاريخهم، وهنا طبعا حاز الشيخ تميم نصيب الاسد في اللغة العربية الصارمة والمفردات المنتقاة لتثبت القناة السعودية ان القصة عمليّاً “مش رمّانة”.
“الاخوة الاعداء” اليوم في مجلس التعاون الخليجي لا يزيدوا العرب الا ضربة جديدة، وهنا لا نستطيع ان نستثني احدا لا المحور السعودي وحلفائه، ولا قطر التي تبدو اليوم دون أي حليف يذكر، وهو ما بات يزيد احتمالية جلوسها تماماً في الحجر الايراني خلال الساعات المقبلة.
ضربة العرب الجديدة تتمثل في انقسام جديد، ومسلسل “الاخوة الاعداء” الذي انتجته دول الخليج عبر شاشاتها للاستهلاك الرمضاني يمكن لأي منّا ان يتابع حلقاته على قناتي الجزيرة والعربية، وهو لا يمنحنا إلا شعور بوجود “تفتت مستجدّ” لا يمكن تحت أي ظرف أن يكون للمصلحة العليا للمنطقة.