عندما استقبل وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس وزير الخارجية السعودي في البنتاغون الشهر الماضي، كان أول ما فعله القاء نكتة قائلا الإيرانيون يحاولون قتلكم “, في إشارة إلى المؤامرة المحبطة في 2011 والتي نفتها إيران مما يشير إلى مدى اتساق إدارة الرئيس دونالد ترامب مع حلفاء الخليج حول ما يعتبرونه التهديد الإيراني، وهو تحول يبدو أنه يمهد الطريق لمزيد من المشاركة الأمريكية في اليمن، على وجه الخصوص.
وفي المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي، قارن ماتيس دعم طهران للحوثيين كدعمها لحزب الله اللبناني، وهو رأي طال انتظاره من قبل المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى الذين يرون الروابط بين المجموعتين. بينما ترفض إيران الاتهامات السعودية بأنها تقدم دعما ماليا وعسكريا للحوثيين في النضال من أجل اليمن. التعاون بين الولايات المتحدة والخليج في ازدياد بالفعل في مكافحة الاولوية العليا للولايات المتحدة هناك تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
ويرى مسؤولون أمريكيون أن الحرب الأهلية الأوسع نطاقا تشكل عقبة أمام حملة عسكرية مستمرة ضد المسلحين، فضلا عن انه يشكل تهديدا لمضيق باب المندب، وهو ممر مائي استراتيجي. وبالنسبة للعديد من المراقبين الأمريكيين والخليجيين، فإن دور إيران واضح في التطور المتزايد للقوات الحوثية.وقد أيد ماتيس علنا الحل السياسي للصراع, بيد ان المسئولين الامريكيين اعترفوا ايضا بان الضغط العسكري الذى تقوده السعودية يمكن ان يساعد في خلق الظروف لهذا الحل التفاوضي.
ولم يستبعد مسؤولو ادارة ترامب المساعدة الامريكية في حالة تحرك التحالف قدما، لكن مسؤولين امريكيين قالوا ان واشنطن لا تفكر في شن هجمات على اهداف الحوثيين او نشر قوات برية. وقد وصف اجتماع عقد مؤخرا بين ترامب ونائب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بانها نقطة تحول في العلاقات التي كانت باردة في ظل باراك أوباما، ولكن البعض حذر من هذه العلاقة المريحة جدا. وقالت آن باترسون النائبة السابقة لمساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى فى ادارة اوباما، التي دعت الى بيع الذخائر، ان الولايات المتحدة يجب ان تساعد الرياض ايضا فى تحسين استهدافها. ولكن البعض قد أعرب عن الحذر من هذا.
وقال توم مالينوفسكي، مسؤول حقوق الإنسان في وزارة الخارجية الأميركية في إدارة أوباما: “إن الأمر يجعل الولايات المتحدة متواطئة مرة أخرى في الأعمال السعودية التي تسبب معاناة كبيرة لا نملك السيطرة الكافية عليها.