الصباح اليمني |خاص| هاشم الدره
فيما أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، مساء اليوم، أن توقيع الاتفاقيات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، سيحقق التصدي للإرهاب في المنطقة.وذلك بالضغط على إيران لوقف دعمها للإرهاب،
وهي نفس وجهة نظر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ، حيث أكد أن الاتفاقات العسكرية بين الولايات المتحدة والسعودية، موجهة ضد “التأثير الإيراني السيء” في الشرق الأوسط. وبعد الإعلان عن اتفاق أسلحة قيمتها 110 مليار دولار في اليوم الأول من زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المملكة، قال تيلرسون إن “الصفقة تدعم أمن المملكة والخليج.. في مواجهة التأثير الإيراني السيء والتهديدات الإيرانية على طول الحدود السعودية”.
كشف محللون سياسيون عن وجود خطة مشتركة بين الولايات المتحدة وإيران بوساطة روسية تقضي هذه الخطة باستنزاف المملكة السعودية على كافة الأصعدة الإقتصادية والسياسية والعسكرية .
ففي الوقت الذي تدفع السعودية مليارات الدولارات من ميزانيتها السنوية والتي كان من المقرر أن تكون جزءا من الموازنة الداخلية لتجديد موارد الدخل للمملكة والقضاء على البطالة التي بدأت في الأنتشار في أوساط الشعب السعودي الذي أصبح على موعد مع أزمات اقتصادية على المدى القصير بسبب ضعف الاستراتيجية الاقتصادية التي تنتهجها المملكة حيث استنزفت أكثر الاحتياطي النقدي لتغطي تكاليف الحرب على اليمن والتي استفادت منها أغلب الدول المصنعة للسلاح والدول ذات التأثير على القرارات الدولية ، ومع كل هذا نجد إيران تمشي بخطوات ثابته على المستويين الداخلي والخارجي على وجه الخصوص بما تمتلكه من أدوات سياسية ودبلوماسية متمرسة ومجربة استطاعت أن تتعامل مع كل المتغيرات في المنطقة باقتدار سياسي ودبلوماسي وميداني وثبتت قدمها في المنطقة العربية دون أن تخسر مليارات الدولارت لهذا الغرض.
ولمعرفة الولايات المتحدة بعمق الخلاف الأيدلوجي بين الدولتين عززت من هذا الشعور لدى السعوديين بما تملكه من سيطرة شبه كليه على الذهنية السعودية المرتكنة إلى قوة الاستخبارات الأمريكية وجزمها باستحالة المبالغة في تقديراتها أو خطأها ، ما دفعها الى الارتماء في أحضان الإدارة الأمريكية خاصة في عهد الوافد الجديد على البيت الأبيض دونالد ترامب الذي سبق أن وصفها على مسمع مرأى المسؤولين السعوديين بأنها ليست سوى )بقرة حلوب( .
وفي نفس الوقت فأن التقارب الحاصل بين بوتين وترامب أثار عددا من التساؤلات عن الطريقة التي استطاعت الإدارة الأمريكية من خلالها الجمع بين النقيضين ، روسيا وإيران من جهة والسعودية وتحالفها من جهة أخرى ، وهذا ما فسره المحللون على أنه إتفاق مبرم بين موسكو وواشنطن قد تم الموافقة عليه وليست طهران بمعزل عنه ، الأتفاق يقضي بحلب بقرة آل سعود وانهاكها حتى تسقط عجفاء لا ضرع لها ولا سنام ، فإيران وروسيا وأمريكا لم ير مواطنوها اثرا واضحا جراء دخول حكوماتهم في هذا الصراع بل على العكس فكل منها حققت مكاسب على كل المستويات السياسية والعسكرية والمادية ، فالحرب في ميدان السعودية من كل الجهات ، في اليمن والعراق وسوريا وتكاليف الحرب تدفعها السعودية وأخواتها الخليجية حيث استهلكت خزائنها
وفي المقابل تعزز الوجود الامريكي الأيراني في المنطقة على الأرض والعقوبات المفروضة على إيران أصبحت مجرد حبر على ورق فتحركات إيران الإقتصادية حاضرة أمام الجميع وموازنتها السنوية لم تتاثر منذ أكثر من عشر سنوات وصناعاتها العسكرية في تقدم مطرد ، ومشروعها النووي مستمر .
هذا هو ملخص التعاطي الامريكي الروسي الإيراني ،لطبيعة المنطقة العربية و التحولات السياسية فيها سواءا اجتمعوا على طاولة واحدة واتفقوا على بنودها أم لم ير احد من دبلماسييها الآخر ، لأن قواعد اللعبة المتفق عليها من قبل هذه الدول أصبحت من المسلمات السياسية عند قادتها،، وهذه المسلمات لم يستطع أحد من حكام الخليج الخروج عنها مع علمهم بها ، وإن كانوا لم يفهموها بعد فهي مصيبة لا تضاهيها مصيبة .
خليك معنا