الصباح اليمني_متابعات
في مقال افتتاحي في مجلة “أوراسيا ريفيو” ذكر الكاتب بأن الهيمنة الأمريكية سقطت بعد فشلها في التحالف الذي أعلنته في البحر الأحمر، للتصدي للعمليات العسكرية اليمنية.
وقال الكاتب، بيتر رودجرز، بأن البحر الأحمر أصبح “نقطة توتر ساخنة بسبب هجمات “الحوثيين” على السفن التجارية المرتبطة بـ”إسرائيل” مشيرا إلى “لقد دعمت الولايات المتحدة بقوة وبشكل غير مسؤول إسرائيل، التي تذبح سكان غزة، من خلال تزويدها بكميات ضخمة من الأسلحة والدعم الدبلوماسي. وقد دفع صمت العالم الغربي وتقاعس العالم العربي رداً على هذه الإبادة الجماعية “الحوثيين” اليمنيين (القوات المسلحة اليمنية) إلى مقاومة انتهاكات حقوق الإنسان هذه من خلال استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل”
ولفت بيتر إلى أنه و”نتيجة لذلك، أوقفت خمس شركات شحن دولية كبرى حركة مرورها عبر باب المندب. وبعد هجمات الحوثيين، اضطرت شركات الشحن الكبرى إلى تجاوز البحر الأحمر واستخدام طرق بديلة. وقد أدى هذا إلى زيادة تكلفة شحن معظم النفط العالمي من آسيا إلى أوروبا لأن تكاليف التأمين ارتفعت وزادت الطرق الأخرى لمدة أسبوعين إضافيين.”
وأشار إلى أنه “حاول البيت الأبيض التفاوض بشكل غير مباشر مع أنصار الله عبر الوساطة العمانية ردا على هذه التطورات. وعرضت الولايات المتحدة قائمة من الحوافز، مثل إعادة فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة ودفع رواتب الموظفين الحكوميين، لوقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر. ورفض اليمن جميع المقترحات وأعلن أنه لن يتوقف عن استهداف السفن التي تخدم المصالح الإسرائيلية إلا عندما يتوقف قتل المدنيين في غزة.”
ويضيف بشأن فشل واشنطن بإقناع حلفائها بالانضمام إلى تحالف البحر الأحمر للتصدي لهجمات القوات المسلحة اليمنية، بهدف النأي بالنفس عن حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة، والانشغال بقضية البحر الأحمر إلا أن “حلفاء واشنطن في أوروبا والعالم العربي لم يرحبوا بدعوتها للمشاركة. التحالف، الذي كان من المفترض أن يضم 42 دولة، تقلص إلى 8 دول” لافتا إلى إن فشل التحالف له أسباب عديدة، ولكن السبب الأكثر أهمية هو انهيار نظام الهيمنة الأميركية”
وتطرق رودجرز إلى تنافض واشنطن قائلا: “اتبعت الولايات المتحدة سياسات متناقضة في المنطقة وعرضت أمن حلفائها للخطر. ولهذا السبب رفضت دول كبرى مثل السعودية ومصر الانضمام إلى التحالف” مضيفا “وإدارة بايدن، التي أدانت سياسات السعوديين في الحرب مع الحوثيين، تتوقع الآن أن تدعم السعودية إسرائيل في حرب جديدة ضد اليمن” مستدركا أن العلاقات بين السعودية واليمن تحسنت، في ظل تقارب وجهات النظر وقرب اتفاق السلام بين الأطراف اليمنية من التوقيع.
ويرى كاتب المقال بأن من الأسباب التي جلعت بعض الدول العربية تتردد بالانظمام إلى التحالف الأمريكي بالبحر الأحمر، هو معرفتها بأن التحركات الأمريكية بذريعة حماية الممرات البحرية الهدف منها هو مساعدة “إسرائيل” على حساب المصالح العربية. موضحا أنه “كان بإمكان واشنطن إنهاء الحصار المفروض على غزة دبلوماسياً بعد أن استهدف اليمن السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، لكن البيت الأبيض اختار المخاطرة بأمن حلفائه باستخدام القوة العسكرية للدفاع عن مصالح إسرائيل”
واختتم “تعمل إدارة بايدن على تنفير حلفائها في المنطقة من خلال دعم “إسرائيل” دون قيد أو شرط وتجاهل احتياجات الشرق الأوسط. وأدت هجمات “الحوثيين” (القوات المسلحة اليمنية) إلى تعطيل سلاسل التوريد في الصين وأجبرت شركة كوسكو الصينية العملاقة المملوكة للدولة على وقف العبور عبر باب المندب. ومع ذلك، تستفيد الصين أيضًا من تصرفات “الحوثيين”، حيث تعتبرها بمثابة تجربة لإغلاق المضيق في صراع محتمل مع الولايات المتحدة. وتسيطر الصين على ثلاثة مضايق عالمية رئيسية من خلال حلفائها: مضيق ملقة، ومضيق هرمز، ومضيق باب المندب. وإذا اندلعت حرب مستقبلية بشأن تايوان وتدخلت الولايات المتحدة، فمن الممكن أن تستخدم الصين هؤلاء الحلفاء لتهديد إمدادات وتسليم العديد من السلع وخلق مشاكل خطيرة للاقتصاد العالمي. ولن تخسر النخب الأميركية دول المنطقة فحسب، بل ستخسر أيضاً الميزة التنافسية للصين إذا استمرت في سياساتها الخاطئة.”
خليك معنا