الصباح اليمني_مساحة حرة|
بعث الله الرئيس الحمدي ليخرج هذا الشعب العظيم من التبعية إلى الحرية ومن الاعتماد على المنح الخارجية والمساعدات إلى الاعتماد على النفس القادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي.
كان الشعب يعيش في ظلام حالك بعد أن أنهكته الحروب والثارات والتعصبات المقيتة التي زجت بمواطنيه في سراديب الجهل والتخلف والتبعية والانقياد للطغاة والمستبدين والأنظمة الغوغائية المارقة وحكامها الذين لا يخافون الله ولا يلتزمون بسنة نبيه الكريم، يتبعون خطوات الشيطان في تمزيق المجتمعات وتفكيك الاسرة الواحدة وانتزاع الهوية الإيمانية وهدم ثوابتها في نفوس الناس وتشويه صورة الوطن وتحطيم منظومته الاقتصادية..
إن الله عز وجل إذا أحب عبداً من عباده المخلصين في الارض بث ذلك الحب في قلوب البشر بمختلف اعمارهم بصرف النظر عن لون بشرتهم ليبقى مُعلق بين الأفئدة راسخاً في الذاكرة الطويلة تتوارثه الأجيال إلى يوم الدين..
هكذا هو حب الرئيس الحمدي في قلوب أبناء اليمن السعيد، تجد الجد يحدث أحفاده عن من استهواه قلبه وتعلقت الروح بحبه.، دائمًا ما كنت أسمع جدي يتحدث عن هذا الرجل الضرغام في الصباح حين يجتمع مع الأصدقاء والأبناء من حوله ينصتون لحديثه عن تلك السنون التي تولى فيها الحمدي الحكم وما تحمله من إنجازات وذكريات جميلة مفعمة بالسعادة والآخاء والتسامح الذي كان يسود المجتمع. أطمئنت القلوب ولاحت البسمة على الشفاه وانزاحت العداوة والبغضاء من النفوس حتى سكبت السماء المدرار وأخرجت الأرض الزرع والثمر ومن كل الطيبات..
كلما هبطت على رؤوسنا مصيبة أو كارثة في هذا البلد اعتلت الجد العجوز الحسرة وظل يردد قائلاً لو كان رئيسنا موجود ما وصل الحال إلى هذه الدرجة من التعاسة والبؤس والصراع وما حلت الأمراض والأوبئة والدمار والقتل والخراب وما فتك بنا الجوع والفقر والبطالة، لو كان موجود ما دخل المتربصين والاعداء إلى هذه الارض الطاهرة ليفسدوا فيها وينهبوا الثروات وينشرون الخوف والرعب بين أوساط الناس..
يا بني ما زالت ملامح الرئيس تسكن خيالي وتلهمني الصبر والشجاعة وتعلمني الكفاح والتضحية في سبيل الوطن. قليلون هم العظماء الذين يتركون بصماتهم في عقولنا نقصها عليكم كي تنقلوها إلى الذين من بعدكم.
لم يكن من محبي المناصب والشهرة وحب الذات أو من الفاسدين وأصاحب المصالح الشخصية الذين يفضلون مصالحهم على المصلحة العامة..
في كل بلد هناك مفسدون في الأرض وعملاء وخونه يتبعون قوى خارجية تحركهم كيفما تشاء، جواسيس ينقلون أخبار وأسرار شعوبهم مقابل حفنة من المال وبدون مبالاة، ليس لهم ذمة او شعور بالانتماء إلى الوطن، الهوية الوطنية في قلوبهم ذابلة يبيع الرجل أخيه في رمقة عين ويتركه مقتولاً خلف ظهره ويرحل وكأن شيء لم يحدث وهذا ما حصل لرئيس الجمهورية اليمنية آنذاك إبراهيم الحمدي حين تكالب عليه أعداء الداخل والخارج معا ليقتلوا حلم اليمنيين ويذبحوا أملهم في وضح النهار..
أجتمع الحاقدون تحت سقف واحد مليء بالغدر والجشع والمكر يخططون ويوزعون الادوار فيما بينهم كي يطمسون الحقيقة ويخفونها عن الشعب، نسوا أن الله يمهل ولا يهمل وأن الحق لا يضيع وخلفه مطالب. غرتهم الكراسي وجذبهم المال وأستبد عليهم الشيطان الرجيم ليقودهم إلى أزهاق روح رجل مسلم حلمه ذنبه الوحيد ان ينعم الوطن بالامن والامان ويعيش أبنائه في سعادة وفرح احرار غير منقادين..
جبابرة الأرض إذا اجتمعوا حلت النكبات في الوطن الذي لا يخضع لعنجهيتهم لينتقموا من مواطنيه الشرفاء..
ايها الرئيس الجبابرة لم يقتلوك، مازلت هنا، نراك بكرة واصيلا نستمد منك الامل والاحلام ونردد قائلين لن نغفر لهم، لن نترك دمك يذهب هبا، لن نخضع، لن نركع.
الرحمة على روحك الطيبة الطاهرة وسلام ربي عليك..
محمد عمر
خليك معنا