اليوم وفي سلطنه عمان مازال المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ مصرآ على التسويق لخطته العدوانيه على اليمن والتي تساهم في خنق الشعب اقتصاديآ ، وسلب ما تبقى من أراضي سياديه للجمهوريه اليمنيه ،،
كانت الثقه مرسومه على اسماعيل ولد الشيخ خلال لقاءه مع يوسف بن علوي وزير الخارجية العماني ، واللافت انه طلب الوساطه من سلطنه عمان عند أنصار الله من أجل تجنيب ميناء الحديده المعارك العسكريه ، وتسليم الميناء مؤكدآ ان خطته ( جاهزه ) لكيفيه التسليم ، ثم الدخول في مفاوضات !!
وهنا لابد من التوضيح بين خطة العدو الدولي ولد الشيخ وبين مبادره مجلس النواب التي جاءت عقب إعلان خطته بأيام ، وما تمثله كل واحده منهما :
_ خطة المبعوث الأممي تدعو إلى تسليم ميناء الحديده دون الاشاره إلى غيره من المطارات والموانئ والمنافذ اليمنيه.
_ مبادرة مجلس النواب تطالب بجمع كل مطارات وموانئ ومنافذ الجمهوريه اليمنيه تحت اداره واحده ( وسيأتي الحديث عن هذه الاداره )
_ خطه المبعوث الأممي تحدثت صراحه عن إيرادات صنعاء والحديده وطالبت بتسليمها للطرف الثالث دون أن تشير لا من قريب أو بعيد عن إيرادات مختلف محافظات الجمهوريه وتجاهلت تماما مبيعات النفط والغاز وما يتم جبايته في مختلف المؤاني البحريه والمنافذ البريه ،
_ أشارت مبادره مجلس النواب إلى اهميه تحصيل إيرادات الدوله من مختلف المحافظات والجهات المتنوعه وصبها في مصب واحد وتحت إشراف جهه مسؤله واحده من أجل رفع الضائقه الأقتصاديه وصرف الرواتب دون انقطاع .
ومن أهم الخلاف الجوهري بين الخطه والمبادره من الجهه المشرفه او ما يسمى في خطه ولد الشيخ ( الطرف الثالث ) او الجهة المشرفه ؟!
بعد ان عرفنا بعض الفروقات الرئيسيه بين الخطه الامميه ( العدوانيه ) وبين مبادره مجلس النواب دعونا ندخل في تفاصيل البنود وما يميز الأخرى :
من الواضح للعيان والمراقب السياسي والمتمعن في طرح المبعوث الأممي يتأكد انه جاء بالخطه جاهزه ومرتبه وكل شيء مخطط له ضاربآ بالعرف والمفاوضات والحوار السياسي ( حول خطته ) عرض الحائط وكأنها يقول ما معكم إلا هذا العرض أو تحملوا العواقب الاقتصاديه و الاجتماعيه والعسكريه ،،
فيما مثلت المبادره النوابيه ردآ محترفآ وصفعه سياسيه على ولد الشيخ عندما دعت إلى حوار دون شروط مسبقه ومن خلاله يتم الحلول لمثل هذه الإشكالات وغيرها من القضايا وخاصه البند الأول من المبادره التي دعت الجميع إلى وقف ( الحرب ) ورفع الحصار البري والبحري والجوي المفروض على اليمن ، كما دعت مجلس الأمن إلى إلغاء كافه القرارات والإجراءات التي أدت إلى تمزيق اليمن ، وبطريقه أخرى حملت المبادره مجلس الأمن ومؤسساته والمجتمع الدولي كل ما حصل من قتل وتشريد بسبب قراراتها.
الخلاف الأبرز والأهم الذي جاء بين الخطه والمبادره وبين المهاجمين لها موضوع التسليم للطرف الثالث ، وهنا يجب الاشاره إلى الفارق الكبير حيث جاءت خطه اسماعيل ولد الشيخ جاهزه ومحدده كما اسلفنا ، ومن سيكون الطرف الثالث ومحدد كل تفاصيل الخطه التي صاغتها دول العدوان ومتحدثه فقط عن الحديده ومتجاهله أهميه الحوار السياسي لمناقشة الخطه وكأنها فرض عين ، فيما تميزت المبادره التوابين في بندها رقم 2 انها دعت الأمم المتحده ( إلى وضع آليه مناسبه لمراقبة سير العمل في كافة المنافذ البريه والموانئ البحريه والمطارات الجويه في أنحاء الجمهوريه اليمنيه دون استثناء ) ،
ذهبت مبادره النواب إلى اهميه الحديث والمفاوضات على الآليات وهذا معناه لابد من الحوار حول التفاصيل وقبل التنفيذ وهذا قد يؤدي إلى إنتاج وتوافق على الطرف المشرف وقد تكون حكومه مصغره او لجنه أو سميها ما شئت ولكن بتواااافق كل الأطراف وليس إسقاط بالبرشوت ،،
ومن المفيد التعرج على مميزات المبادره النوابيه من عدة أوجه :
_ رد سياسي سريع ومحنك على خطة العدوان الأمميه التي تريد ميناء الحديده بأي شكل من الأشكال ،
_ التذكير أن للجمهوريه اليمنيه مطارات ومؤانئ ومنافذ تحت الاحتلال ومن المهم إدخالها ضمن اي خطه او تسويه قادمه ( يعني إخراجها من يد المحتل وسحب البساط من الامارات والسعوديه ) ،
_ إحراج المؤسسه الدوليه والمجتمع الدولي من خلال مبدأ ( ان كنتم جادين في الحل فهذه سله متكامله ولا يجب تقسيمها او توزيعها ) ، وخطاب المبادره موجه بالأساس لروسيا والصين ودول البريكس والجزائر كونهم مازالوا على الحياد، ولها القدره على أن تكون دول ضامنه ،
_ إعاده الزخم لطاوله الحوار والعمل السياسي من خلال وضع أرضيه صالحه للنقاش من كل الأطراف ، تاركه التفاصيل والآليات والترتيبات واللمسات على خبراء السياسه الذين يعود لهم المقام في هذا الشأن ، وهم المعنيون برسم الخطوات والاتفاقيات ،
_ إدخال دول أخرى قويه ومؤثره اقليما وعالميا لتكن ضمن المبادره عندما تم الاشاره إلى المجتمع الأممي ، وهذه ضربه للأمريكان والسعاوده والإمارات ، ويتم وضعها في الصوره ، ومن المهم جدا أن نتوقف قبل التخوين والتعدي على مصطلح ( مبادره ) فعلينا الأخذ بعين الاعتبار مايلي :
أولا لكي تكون ذات اهتمام وقبول بالحد الأدنى يجب أن تهتم وتحرص على المسميات وهذا ما اخذته في عين الاعتبار وعلى قولة نائب رئيس مجلس النواب / عبدالسلام هشول أننا اكثر قدره على التعبير ( بمصطلحات العدوان الغاشم والمجرم ووو الخ ) ولكن اردناها مبادره حل مقبوله للجميع ،
_ انها جاءت لقلب الطاوله على خطه المبعوث الأممي وفضحه أمام العالم بشأن بقيه المطارات والموانئ والمنافذ التي يتم تجاهلها ، وبالتالي تحميل المجتمع الدولي ما يعانيه الشعب اليمني من حصار وكوارث اقتصاديه وصحيه ،
_ أراد المبعوث الأممي التلميح والتهديد بقضية الرواتب عبر تصوير ميناء الحديده وإيرادات صنعاء والحديده انها المشكله في عدم صرف الرواتب ، فيما كانت مبادره مجلس النواب أكثر التصاقآ بالواقع والتأكيد دعلى جمع كل إيرادات الجمهوريه وصبها في مصب يتولاه من يتفق عليه كل الأطراف ،
وهنا يجب التأكيد على أن كل المبادرات والحلول لا تجد أذان صاغيه عند دول العدوان ، ولكن يجب أن يستمر العمل السياسي ولو حتى كسب نقاط في الهامش يتم استخدامها عند الحاجه ، وخبراء السياسه يفقهون هذا المغزى ،
وفي الاخير كل الآراء تأتي من أجل الوطن ورفع الظلم على الشعب دون المساس بمكامن القوه والميزات التي نتمتع بها ، والخلاف في الرأي لا يفسد للود قضيه ، ويجب علينا ونحن مقبلون على إنتصار وبناء دوله حديثه ان نتعلم القبول بكل الاراء دون تعصب او تحيز ، وأن نؤمن بأهمية العمل السياسي الموازي للعمليات العسكريه في مواجهه العدوان على اليمن …