ما الأهداف التي تسعى لها الرياض بقمعها الوحشي للعوامية؟

الصباح اليمني | ترجمة خاصة |

أثار تهديم المملكة العربية السعودية لمدينة العوامية الشيعية العديد من التساؤلات، و للإجابة بشكل واضح عليها يجب أن نربط تهديم  العوامية بإخفاقات المملكة في اليمن وكذلك في العراق وسوريا وأماكن أخرى.

وينظر الحكام الوهابيون في الرياض إلى المنطقة الشرقية الغنية بالنفط بشكوك بسبب سكانها ذات الأغلبية الشيعية، مع الضرب بيد من حديد على أي معارضة لهم ومنع تواصلهم المنطقة بالعالم الخارجي.

وأدى صعود الحوثيين الشيعة واجتيازهم الحدود بين اليمن والمملكة إلى انتشار الذعر في الرياض، خشية أن يكون مصدر إلهام وتشجيع المضطهدين عندهم في المنطقة الشرقية.

هذا هو السبب لغز السعودية لليمن في  مارس 2015 مع اهداف بعيدة المنال أكثر من أي وقت مضى، وتحول انتباه القادة السعوديين الان إلى نقطة الانطلاق المحتملة من الداخل حيث تقع العوامية في قلبها. وما دفعهم إلى اتخاذ القرار الخطير هو خيبة أملهم إزاء نتائج الحروب في العراق وسوريا.

وبحسب العديد من المراقبين، ان عملية العوامية ترسل رسائل مباشرة، وتسحق روح المعارضة، كما يحاول الحكام السعوديون تصوير الحركة الشعبية في منطقة القطيف على أنها تيار إرهابي ومتمرد على نطاق واسع.وكانت تقارير وسائل الاعلام قد اكدت فى وقت سابق ان السعودية اكملت هدم حي المصواره فى بلدة العوامية الشيعية.وفي الأسبوع الماضي، شهد صحفيون أجانب الدمار الذي أحدثته القوات السعودية على البلدة بعد السماح لهم بدخولها للمرة الأولى.

وقالوا إن السلطات السعودية منعت خدمات الطوارئ من الوصول إلى الجرحى وأفشلت تقديم المساعدات الإنسانية للمواطنين المحاصرين في العوامية.

وقد قتل عشرات الاشخاص واصيب مئات اخرون بجروح خلال غارات النظام السعودي على العوامية منذ العاشر من ايار / مايو الماضي.

في الأسابيع الأخيرة، غمرت وسائل الاعلام الاجتماعية بلقطات للجرافات والمركبات المسلحة في الشوارع المليئة بحطام المباني المدمرة مع ثقوب في الجدران والأسلاك المعلقة.

عقب ذلك أظهرت بعض أشرطة الفيديو السيارات التي تم ضبطها واحراقها ويمكن رؤية الاجساد المتفحمة في المركبات.

وكانت هناك تقارير تفيد بأن قوات النظام لا تسمح لأي شخص بمغادرة المدينة أو دخولها في الوقت الذي تخضع فيه للحصار.

وفي الوقت الذي تقول فيه الرياض ان المصوارة اصبحت مخبئا لـ “المسلحين” الذين يقفون وراء الهجمات على قوات الامن في المنطقة الشرقية، إلا أن السكان المحليين والامم المتحدة يقولون ان النظام محى التراث الثقافي في البلدة الشيعية ويفكر في إعادة تطوير المنطقة.

العوامیة ھي البلد الأصلي للشيخ نمر النمر. الذي كان قد أعدم على نحو مثير للجدل في يناير / كانون الثاني 2016 بعد أن اتهمته الرياض بالإرهاب.

ويعتبر أحد قادة حركة الاحتجاج عام 2011م، وهو معارض لتعامل النظام السعودي للأقلية المسلمة الشيعية. وتسبب إعدامه في العام الماضي الى احتجاجات عالمية.

ومنذ عام 2011، كانت المنطقة الشرقية مسرحا لمظاهرات مناهضة للنظام، حيث طالب المتظاهرون بحرية التعبير والإفراج عن السجناء السياسيين ووقف ممارسة التمييز الاقتصادي والديني من قبل السلطات.

وفى اواخر يوليو، اعربت كندا عن “قلقها العميق” ازاء استخدام المملكة السعودية الواضح للمعدات العسكرية الكندية فى حملتها المتزايدة ضد الاقلية الشيعية من مواطنيها فى المنطقة الشرقية المضطربة.

بدأت وزيرة الشؤون الخارجية الكندية كريستيا فريلاند مؤخرا تحقيقا قائلة انها “تشعر بقلق بالغ” من خلال مقاطع فيديو وصور تظهر سيارات مدرعة تيرادين جورخا الكندية التي تستخدم في اشتباكات القطيف، وهي منطقة ذات أغلبية شيعية في الجزيرة العربية.

الهجوم على العوامية يظهر الفشل السعودي في اليمن

ويؤكد الخبراء السياسيون أن غضب النظام السعودي الأخير ضد العوامية نابع من إخفاقات الرياض العسكرية والسياسية في اليمن وسوريا والعراق وقطر وأماكن أخرى. لا سيما أن حلم السعودية في أن تصبح القوة المهيمنة في المنطقة قد تحطم وسقط في الجحيم.

ومنذ آذار / مارس 2015، أعلنت السعودية الحرب على اليمن وتحالفت مع العديد من الدول وعلى رأسها الإمارات العربية المتحدة وشنت هجوما جويا وبحريا وبريا .

وأنفقت الرياض المليارات لإعادة تثبيت الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي المدعوم من منها ، إلا أن العدوان السعودي أخفق في تحقيق أهدافه رغم الثروة والأموال والأسلحة والمرتزقة اللاهثين وراءها .

ويقول الخبراء ان الفشل سيكون مكلفا جدا للسعودية وما يدل على ذلك هو أن ابن الملك السعودي محمد بن سلمان آل سعود ونائب ولي العهد ووزير الدفاع ليس له أي خبرة عسكرية ، ويوجه اللوم إليه داخل المملكة وخارجها بسبب سوء الحكم المتهور الذي أدى إلى الفشل و الجمود.

وتظهر رسائل البريد الإلكتروني التي تم تسريبها مؤخرا أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يسعى إلى الخروج من الحرب التي شنها ضد اليمن بناء على رغبته منذ أكثر من عامين في صراع لم يتمكن نظامه من الفوز فيه.

Press TV