الصباح اليمني_متابعات|
بتصعيدها الأخير ضد الولايات المتحدة، تحاول صنعاء إيصال العديد من الرسائل للإدارة الامريكية الجديدة بشأن مسار السلام والحرب الذي تحاول إدارة بايدن تأطيره وفق لأجندة خاصة ، فما هي ابعاد التصعيد الأخير وما تداعياته على المبادرة الامريكية للسلام في اليمن؟
صنعاء التي نشرت توا اخطر ما حاكته الولايات المتحدة لليمن على مدى عقود، ابرز ها تحريك القاعدة وفقا لأجندة تخدم واشنطن وبتواطؤ من النظام السابق، تستعد وفق ما يقوله متحدث قواتها العميد يحي سريع نشر تقرير مفصل بقواعد أمريكية سرية في اليمن وعن الاستهداف الأمريكي للقوات اليمنية على مدى السنوات الماضية، وهي خطوة قد تمهد لخطوات تصعيدية ضد الولايات المتحدة التي ظلت تدير هذا البلد على مدى العقود الماضية من البوابة الخلفية بعد ان استلمت الملف من السعودية وبطريقة انتهازية.
عموما ما تم نشره الان وفي وقت لاحق من تقارير وتسجيلات صوتية تفضح الولايات المتحدة ويدها الموغلة في اليمن ليس بجديد كليا، فقد سبق لصنعاء وأن نشرت مقاطع فيديو تظهر لحظة اشراف الاستخبارات الامريكية وبمشاركة الامن القومي الذي كان يقوده نجل شقيق صالح على تدمير تراسانة الجيش اليمني من الأسلحة المتطورة والصواريخ، لكن توقيتها يحمل ابعاد عدة ابرزها أن الولايات المتحدة تحاو ل من خلال قيادة السلام العودة للوصاية على هذا البلد الغني بموارده والذي يراد افقاره، غير أن ما يهم في الأمر كله أن صنعاء تقول للأمريكيين وبكل صراحة بأن مجال الوصاية لم يعد مقبولا وقد ولى إلى غير رجعة.
هذه التحركات بالنسبة لصنعاء تأتي في وقت حساس ، وقد نذرت واشنطن نفسها كوكيل حصري لمنح التحالف الذي قادته السعودية خلال السنوات الست الماضية سياسيا مالم تستطيع الة حربها التي تضم اكثر من 17 دولة ومرتزقة من مختلف الدول تحقيقه، وهي تضغط بطرق وصفتها صنعاء على لسان رئيس وفدها بـ”الابتزازية” لتمرير مبادرة لم تتضح مضامينها بعد ، ولم يفصح المبعوث الأمريكي تيم ليندركينغ عن الكثير مما حوته باستثناء حديثه عن موافقة سعودية تعزز حديث رئيس وفد صنعاء محمد عبدالسلام بانها مجرد انعكاس لرؤى سعودية سابقة سبق وأن كتب لها بالفشل.
على كلا، تحريك صنعاء ملفات الولايات المتحدة القذرة في اليمن قد تكون ردا على الابتزاز الأمريكي “الإنساني” وقد يكون مجرد ضغط على الإدارة الامريكية التي تحاول اللقاء باللوم بالوضع على صنعاء ، لكنه بكل تأكيد يحمل رسائل للإدارة الامريكية أولها إنه لا يمكن لها المزواجة بين الحديث عن الوضع الإنساني وتدبير المعانة في ان واحد، وأن الدولة التي تغوص في الحرب حتى اخمص قدميها لا يمكن لها الحديث عن السلام، وتلك رسائل حملتها تغريدات سابقة لمسؤولين في صنعاء ابرزهم محمد الحوثي ، عضو المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، والذي طالب الولايات المتحدة بسحب خبرائها والياتها في حرب اليمن مقابل القبول برؤيتها للسلام.
قد تكون الولايات المتحدة نجحت بجذب الانتباه الدولي لرؤيتها بشان السلام في اليمن والتي لا تزال قيد النقاش في عمان، لكن لا يمكن لها فرض اية رؤى مهما كان ثقلها دوليا فصنعاء التي يخوض مقاتليها حرب ضروس في مواجهة الة القتل الامريكية السعودية لن تبالي باية مبادرة وقد سبق وأن رفضت مبادرة جون كيري وزير الخارجية الأمريكي السابق عندما رات بأنها لا تحمل وضوح بشأن وقف ما تصفه بـ”العدوان ورفع الحصار” وتلك رسائل تحدث بها عبدالسلام في اخر تغريدة له كشف فيها عن رفض الولايات المتحدة هذه الخطوة ومحاولتها تقييد السلام بيد السعودية.
المصدر: الخبر اليمني
خليك معنا