الأحد, 17 نوفمبر, 2024

ماذا لو نزح ملايين اليمنيين باتجاه دول الخليج؟

بقلم:عبد السلام بن عاطف 

خلال الأيام الماضية، ركزت وسائل الإعلام اليمنية على زيارة وزير الدفاع الأمريكي إلى الرياض، وخصصت ساعات من بثها للبرامج الحوارية لتحليل تصريحاته وتصريحات زميله وزير الخارجية.

وكانت خلاصة التحليلات والرسالة التي أرادت وسائل الإعلام اليمنية زراعتها في عقول الجماهير أن ثمة «تحولاً في الموقف الأمريكي لصالح السلطة الشرعية في اليمن، وأن هذا التحول سوف يلقي بظلاله على سير المعركة وتحسم المعركة لصالح الشرعية». بمعنى آخر «خلاص أمريكا باتجي، باتقاتل الحوثي وعفاش وسوف ننتصر».

يمكن أن نعتبر ذلك صحيحاً، وأنه تحول أمريكي في حال أن الولايات المتحدة كانت تقف ضد الشرعية، أو في المنطقة الرمادية بين هذا وذاك، أما إذا كانت منذ البداية تدعم السلطة الشرعية فهذا يعني أنهم يبيعون وهماً للشعب اليمني. والحقيقة التي يعرفها العالم كله، الجاهل والمتعلم، هي أن دول العالم كلها تقف خلف السلطة الشرعية منذ اليوم الأول للحرب، كل الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وكل الدول العظمى تساند الشرعية، وعلى رأسها أمريكا. ولو كانت دولة واحدة فقط من الدول الدائمة ضد الشرعية لما كان صدر قرار أممي واحد كما هو الحال في سوريا.
والولايات المتحدة بالذات في تصريحات مسؤوليها كانت تؤكد على دعم ومساندة السلطة الشرعية، والشرعية تعرف ذلك، لكنها تريد المساندة الفعلية، «يعني تدخل تحارب معهم»، وهي تهول اليوم من قيمة تصريحات وزير الدفاع لهذا الهدف. لكن الولايات المتحدة لن تقاتل مع أحد طالما مصالحها لا تتعرض لخطر؛ فطرفا الصراع التزما لها بضمان وحماية مصالحها، بل إن الرئيس عفاش والحوثي قادرون على ضمان مصالح الغرب أكثر من الشرعية بغض النظر عن شعار «الموت لأمريكا»… وهذا يعرفه الأمريكان. وسبب قدرتهم أنهم سلطة متماسكة، ليست سلطة هشة تتآكل من داخلها كما هي السلطة الشرعية.

والسلطة الشرعية التي نعنيها بحديثنا هي حزب «الإصلاح». فالشرعية اليوم تسير في مسار رسمه جهابذة حزب «الإصلاح» (إخوان اليمن)، وملامح خطتهم أصبحت واضحة: «حرب استنزاف» تستنزف دول الإقليم العربي ودول العالم، وتستهلك كل القوى السياسية والاجتماعية اليمنية. وعندما تنتهي الحرب ستكون منظومة «الإصلاح» هي الأقوى يمنياً، وهي تتكون من «الإصلاح» الحزب، والتنظيمات المتأسلمة الملحقة به سواء المسجلة على قوائم الإرهاب أو غير المسجلة.

ولو تذكرنا كيف هرب حزب «الإصلاح» من صنعاء في 21 سبتمبر 2014، وهو حينها كان يملك الفرقة الأولى مدرع (22000 جندي نظامي) ومعهم 60000 مقاتل إضافي، تم تجنيدهم في الفترة بين 2012-2014، وتقف خلف كل هؤلاء قبائل توالي حزب «الإصلاح». فلماذا هربوا؟ لأن هناك عباقرة تخطط لهم، جعلت كل هؤلاء يختفون، وجعلت الفريق علي محسن الأحمر بكل قوته وعظمته يصرف الآلاف الذين كانوا يحرسونه ويلجأ للسفارة السعودية. وحتى اللجوء للسفارة السعودية كان عملاً مدروساً، ومخططاً له، ولم يكن حالة اضطرارية.

ختاماً أقول: لقد أعد «الإصلاح» نفسه لحرب طويلة، ونقل كوادره كل عائلاتهم إلى الخارج، يعيشون حياة أفضل مما كانوا عليه في اليمن قبل الحرب، وأولادهم يدرسون في مدارس وجامعات أفضل من مدراس وجامعات اليمن، وفتحوا مشاريع استثمارية في عدد من دول العالم أبرزها تركيا ومصر وكندا وماليزيا والصين والتشيك، بينما الشعب اليمني (قرابة الثلاثين مليوناً) واقع تحت القتل والقصف والتجويع، وانعدام الرعاية الصحية، وانعدام خدمات الماء والكهرباء، وانعدام الأمن، بسبب سوء وفساد وأنانية نخبه السياسية والقبلية القائدة.

وربط هذا الشعب بأمل تدخل عسكري أمريكي ربط خطير جداً؛ فقد يُحبَط هؤلاء الـ30 مليوناً إذا لم يحدث التدخل، وينتهي صبرهم في أي لحظة، ولا يستبعد من نخب سياسية فاسدة أن تخطط وتروج وتدفع بهم للنزوح لتوريط دول الجوار.

فماذا لو استجاب للدعوة 3 أو 4 ملايين، وتحركوا بوقت واحد بالسيارات وسيراً على الأقدام، وعبروا الجبال وصحراء الربع الخالي في اتجاه دول الخليج؟ لا أعتقد حينها أن هناك قوة تستطيع منعهم.

 المصدر:العربي

خليك معنا

آخر الأخبار

مرحبا بعودتك!

تسجيل الدخول إلى حسابك أدناه

استرداد كلمة المرور

الرجاء إدخال اسم المستخدم أو عنوان البريد الإلكتروني لإعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.

أضف قائمة تشغيل جديدة