وسط انقسامات حادة وتجاذبات سياسية عديدة ، انطلق مؤتمر حضرموت الجامع بعاصمة المحافظة المكلا اليوم ، وما بين الرفض والتحذير والمباركة لإقامة المؤتمر حدّد محافظ حضرموت اللواء احمد سعيد بن بريك عشرة ايام لإعلان اقليم حضرموت كإقليم مستقل ، داعيا حكومة بن دغر وهادي لمباركة الخطوة التي يراها مراقبون بداية لتنفيذ مشروع الاقلمة التي لطالما روج لها هادي ولكنها تبدو هذه المرة في معزل عنه وعن حكومته الغارقة في جمع الاموال في جنيف..
دول التحالف كان لها حضورها في خطاب بن بريك الذي اكد أن وفداً سيتم تشكيله من مسؤولين ووجهاء في حضرموت لزيارة السعودية والإمارات وتقديم الشكر لهما في انجاح فعالية المؤتمر الذي استغرق التحضير والاعداد له ستة اشهر.
المؤتمر الذي لم يحظى بما كان مخطط له ركزفي توصياته على احقية حضرموت بثرواتها واستقلالها ماليا واداريا بعيداً عن ما يحدث خارج اطار المحافظة او اقليم حضرموت اضافة لخطوات يراها الكثير تسعى نحو الانفصال عن الدولة الاتحادية وهو ما يشرعن له المؤتمر .
صوت الرفض كان الاقوى :
فيما سارع القيادي الجنوبي البارز عبدالرحمن الجفري رئيس حزب رابطة الجنوب العربي الحر لإعلان تأييده ومباركته لانعقاد المؤتمر بما يضمن مستقبل حضرموت كإقليم مستقل” قادر على ان يصبح نموذجا ناجحا لبقية مناطق الجنوب العربي ” ، كان الرفض اكثر صخبا من المؤتمر ذاته ، فالانقسامات التي يعاني منها الحراك منذ سنوات ازدادت حدة خلال الأسابيع الماضية بفعل المؤتمر لتظهر لجنة تصحيح المسار التي تطالب بتعديل لوائح وإعادة هيكلة لجان المؤتمر. ووقف إلى جانب أطروحاتها ما تُسمى بمرجعية حلف قبائل وادي حضرموت التي ترى في تشكيل اللجان تهميشاً لها ولوادي حضرموت بشكل عام.
بدوره حذّر القيادي في «الحراك الجنوبي»، فادي باعوم، من «خطورة ما يسمى مؤتمر حضرموت الجامع، على المحافظة خاصة والقضية الجنوبية عامة».
مؤكدا في تصريح لموقع العربي أن «المؤتمر لا يمثل سوى من أعد له ومن حضره فقط، ولا يمثل الحراك الجنوبي الذي لم يشارك فيه، ولا محافظة حضرموت بأي حال من الأحوال»، مشيراً إلى أن «المؤتمر لم يتطرق إلى أبسط مطالب أبناء المحافظة مثل السماح لصيادي شحير بالاصطياد في مياه بلدهم، وفتح مرافقهم الحيوية كمطار الريان، وطريق الضبة».
وقال إن «المؤتمر بتجاهله لهذه القضايا، أكد أنه مجرد تجمّع لمجموعة من المنتفعين، وبأدوات سلطوية لما تسمّى الشرعية معتبرا أن هذه التجمعات «لا تهمها مصلحة وطن ولا سيادة ولا قرار ولا حتى معاناة أبناء المحافظة أو الجنوب كافة».
المعارضون شككوا في معايير اختيار الأعضاء والتي لم يراعى فيها الأسسُ المعروفة في التحضير للمؤتمرات واستهدفت اقصاء فصائل وشخصيات اجتماعية فاعلة في حضرموت .
وعلى عكس ما يتوقعه أبناء المحافظة من جمع كلمة تياراتها المختلفة السياسية والاجتماعية والأكاديمية من خلال انعقاد “المؤتمر” يرى مراقبون أن الأخير تسبب في خلق حالة من الانقسام لم تمر بها حضرموت على الأقل في السنوات الأخيرة لاسيما بعد تأكيد غياب اهم شريحة فاعلة فيها وهم رجال المال وكبار التجار عن فعاليات المؤتمر.
وكان بيان قد صدر عن رجال أعمال بارزون من محافظة حضرموت اعلنوا فيه اعتذارهم عن المشاركة معتبرين “أن المؤتمر يفتقر للمعايير السليمة في الاختيار والتمثيل السليم، لكل فئات المجتمع الحضرمي، وذلك قد يقود إلى تعثر نجاح المؤتمر” . وفي البيان الذي ضم تجار في مقدمتهم ” بقشان ” و ” العمودي ” و ” بامحفوظ ” قالوا ” بما أن عملا عظيما بحجم هذا المؤتمر يتوجب دراسة واستقراء الواقع المحلي والاقليمي والدولي، فحضرموت لا تعيش بمفردها في جزيرة معزولة وكان يتوجب على المنظمين اشراك كافة فصائل ومكونات المجتمع الحضرمي” – حد قولهم.
مراقبون اشاروا بان الانقسام الواضح في الشارع الحضرمي هو نتاج للكثير من الارهاصات التي عاشتها المحافظة في ظل الانتداب الاماراتي ومن قبله تنظيم القاعدة الارهابي الذي انسحب فور وصول القوات الاماراتية الى المكلا اضافة الى صراع قطبي التحالف (الامارات والسعودية) ففيما سعت الاولى لحشد متلازمة النجاح قوضت الاخيرة اهم ركائز المؤتمر ممثلا برؤس الاموال الحضرمية المستثمرة في المملكة والذي اعتذر عن المشاركة بايعاز من النظام السعودي.