الصباح اليمني | ترجمة خاصة |
يواجه اليمن كارثة إنسانية حقيقية, فالحرب السعودية لم تدمر البنية التحتية لليمن وتنشر وباء الكوليرا والمجاعة فحسب، بل أدت أيضا إلى إذكاء الإرهاب الطائفي وجعل التدخل العسكري السعودي موضع تساؤل. لقد تجاوزت الحالة الإنسانية في اليمن حدود ما يمكن أن تتسم به كأزمة، والبلد على شفا كارثة إنسانية مزدوجة. هذا ما صرحت به عدة وكالات تابعة للأمم المتحدة من بينها اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي في بيان مشترك حيث كشف ان وباء الكوليرا والمجاعة ينتشران بسرعة البرق في البلاد. وقالت وكالات الامم المتحدة الثلاث “ان الكوليرا في اليمن هو اسوأ حالات وباء الكوليرا في العالم”.
انهيار النظام الصحي
إن الوضع في اليمن تفاقم وزاد من تفاقمه النظام الصحي الذي يشارف على الانهيار. وفي خضم هذه الفوضى تطوع نحو 000 16 شخص لتقديم المساعدة الطبية. ولم يتمكن أكثر من 30 ألف عامل طبي من الحصول على رواتبهم لأكثر من 10 أشهر. ومع ذلك، لا يزال الكثيرون يعملون. “وبدون مساعدة المتطوعين، لن يتمكن أحد من إنقاذ الأرواح. وفي بيان صادر عن الامم المتحدة أكدت فيه انها ستساعد القادرين على الهروب من مناطق الموت وستبذل قصارى جهدها لمساعدة المتطوعين ايضا ودعمهم اخلاقيا وليس فقط من الناحية المالية.
استهداف المدنيين
وفي الوقت نفسه، تستمر عمليات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن بلا هوادة. ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن غارات التحالف لا تستبعد المدنيين أيضا. فقد اعلنت الامم المتحدة الاسبوع الماضي عن غارة جوية فى مقاطعة تعز جنوب غربى اليمن مما اسفر عن مصرع اكثر من 20 مدنيا فروا من مناطق القتال.
مبررات السعودية
بررت المملكة العربية السعودية قرارها بشن حرب ضد الحوثيين في اليمن، بانه لا يمكن لديها بديل، كما كشف عنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال حديثه الأخير مع قناة العربية. واضاف “لا احد يريد استمرار الحرب.
وعلى العكس من الاهداف المعلنة لإعلان الحرب ، الا انها ادت حتى الان الى مصرع اكثر من 12 الاف شخص.
وأنتشر قبل بضعة أيام، مقطع فيديو، يظهر فيه القوات الموالية لهادي، وهي تطلق النار على بعض الأسرى الحوثيين، وتقطع رؤوس الآخرين.
“الإرهاب الديني”
كما ان هناك تقارير متزايدة عن تزايد الإرهاب الطائفي في اليمن. وفي مدينة عدن خصوصا، أصيب الناشط اليمني الشاب أمجد عبد الرحمن بعيار ناري في مقهى إنترنت. وكان الشاب ناشطا في منظمة معنية بالدين وحقوق المرأة. وفي اليوم التالي، أوقف المتطرفون جنازة الشاب ومنعوا دفنه في المقبرة، مدعيين بأنه “كافر”.
إن التأثير المتزايد للإرهاب الطائفي يطرح السؤال باستمرار حول جدوى التدخل السعودي في اليمن ويبدو ان الأمن والاستقرار لا يبدو من بين الأولويات المدرجة للمملكة العربية السعودية في هذا البلد.
Liberty Fighters
خليك معنا