لم يرى العالم في جميع الحروب سقوط قادة عسكريين من الصف الأول بهذا العدد وهذه الدرجة من المستوى المهني كما هو الحال في منطقة ميدي شمال اليمن .
ميدي هي واحدة من أهم الجبهات العسكرية التي لديها أهمية جغرافية واستراتيجية لكل من التحالف من ناحية وقوات الجيش اليمني واللجان الشعبية من جهة أخرى. حيث تعرض فيها الغزاة لخسائر بشرية فادحة. وقتل منهم حوالي 4822 من القادة والضباط والجنود في غضون عامين. وكان من بينهم ستة قادة عسكريين سودانيين و 74 من القادة العسكريين السعوديين و 628 من القادة المحليين الموالين للتحالف، وتمكنت اللجان من تدمير الآلاف من المركبات العسكرية التي تساوي تسليح عشرة من المشاة والفرق المدرعة.
هذه الأرقام ليست نهائية ولا تقتصر على الحد الأقصى، ولكنها موثقة من مصادر مطلعة ، سواء كانت وسائل الإعلام الحربي الخاص بالجيش واللجان أو المصادر التي يعترف بها الغزاة.. ولا ننسى أن التحالف السعودي انضمت إليه خمس كتائب مشاة مدرعة في معارك ميدي الأخيرة في محاولة فاشلة للسيطرة على ميدي حيث فشلت وهزمت وتكبدت خسائر فادحة … لذلك كلما زادت عدة القوات الغازية تكون خسائر التحالف أكبر. ليس هناك شك في أن تحالف الغزاة طرح خططهم العسكرية للسيطرة على مديرية ميدي الحدودية اليمنية مقابل مركز الموسم السعودي لذا فمن المتوقع أن تستمر المعارك في جبهة ميدي وقد تصبح جحيما للتحالف نفسه خاصة وأن التحالف تلقى العديد من الهزائم العسكرية دون تحقيق أي تقدم على أرض الواقع رغم إصراره على السيطرة على ميدي. الأهم من ذلك، أن ميدي، التي لا تتجاوز مساحتها الجغرافية من 64 كيلومترا مربعا لا تزال تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية و خريطة المعارك التي خاضها الجيش واللجان الشعبية ضد التحالف المعتدي هي في منطقة جغرافية صغيرة لا تتجاوز 10 كم شمالا
. أخيرا… إن المعارك الأخيرة التي وقعت الأسبوع الماضي والتي كانت أكبر الغاز التصعيد العسكري بعد اجتماع ترامب في الرياض هي المعارك التي أجريت وفقا لخطة عسكرية تتطلب السيطرة على ميدي لترجمة رسالة عسكرية نيابة عن أولئك الذين اجتمعوا في الرياض للتأكيد بأن أن الوضع بعد القمة قد تغير ، ولكن المقاتلين العسكريين واللجان كانوا حاضرين لكسر هذا الهجوم العسكري السعودي – السوداني الذي منيت قواته بهزيمة أحدثت صدمة كبيرة جدا لهم،وعلى عكس رسالة التحالف تمكن قادة الجيش واللجان الشعبية من تسليم رسالة إلى الغزاة مفادها أن المعركة بعد اجتماع ترامب انتقلت إلى مرحلة جديدة من شأنها أن تكون أكثر قساوة من ذي قبل والخسائر التي يتجرعها التحالف ستكون أكثر وأكبر.