لا يستطيع أحد أن ينكر وجود لوبي عالمي يقوم بتحريك ملفات المنطقة كقطعة شطرنج يحرك الجنود بدقة واستراتيجية دقيقة وفقا لأولويات وصالح بعض الدول .
منذ عام 2011م وذلك اللوبي يتنقل بين الملفات بحريه ووضوح , فما ننفك نتحدث عن أزمة إلا وتظهر أزمة أخرى وما يفتعل قضية حتى يؤجج قضية أخرى بعد أن كانت فلسطين هي القضية الأم ومحور الاهتمام.
تحت عنوان ثورات الربيع العربي أو كما يحلو للبعض أن يسميها أطلق ذلك اللوبي مرحلة جديدة ,واختيار تونس ساحة الانطلاق لم يكن عشوائيا بل أتى وفق تدقيق وتمحيص مسبق .
توالت الأزمات واحدة بعد أخرى وهدفها فقط تاجيج الوضع فمثلا الربيع العربي لم يأت (في اعتقادنا ) إلا للتغطية على الفشل الذريع للولايات المتحدة في العراق والحرب التي شنتها عليها والدمار الذي احدثته في ذلك الحين تحت ذرائع متعددة منها مكافحة الإرهاب الذي ادخلته بشكل مختلف اليوم , ثم اختلقت الأزمة السورية بعد فشلها أيضا في ما اسمتها ثورات الربيع العربي , ومن خلال ذلك اللوبي الذي استطاع تصدير عناوين عريضة جدا وأكثر خطورة من أي مرحلة سابقة منها(داعش – القاعدة – الشرعية – مناطق آمنة …. و)وغيرها من المسميات التي ما انزل الله بها من سلطان حيث وجدت لتكون مرادفة لمسميات استخدمت في مرحلة سابقة (حرية – ديمقراطية – حقوق إنسان – مواطنة …..) وكناشطين كنا في فترة نستخدم تلك العبارات وكلنا إدراك أنها عناوين فضفاضة للاستهلاك فقط .
أتت بعد ذلك أزمة اليمن وهي الأخرى لم تأت إلا للتغطية على الفشل في الملف السوري وتأجيج الوضع فيه … الملف اليمني طال كما حدث مع الملف السوري فما كان من اللوبي إلا فتح ملف جديد وهو قطر وعلاقتها بالإرهاب على الرغم من إدراك تلك القوى المربي الحقيقي لهذا الشبح أيضا بمعنى عام أن كل الملفات التي كانت تفتح ليست سوى لاستنزاف الملفات السابقة وتركها مفتوحة حتى يتم استخدامها كلما دعت المصالح.
الشعوب العربية ماهي إلا فئران تجارب لاختبار مصالح وسياسات ذلك اللوبي المكون من شخصيات دولية تجمعها المصالح ولا نستبعد هنا بطبيعة الحال غياب شخصيات عربية يتم استخدامها كلما دعت الحاجة .
هناك نظرية في علم السياسة تسمى نظرية الحرب العادلة وتذهب في مجملها للتأكيد على أن الحرب هي فعل قابل للتبرير الأخلاقي تحت شروط ويقول مناصروها إن الحرب ليست اسوأ خيار من الخيارات مع أنها سيئة كما أنها تتحدث عن الحق في الذهاب إلى الحرب والسلوك النزيه في وقت الحرب .
ونحن في القرن الحادي والعشرين أثبتت التجارب انه لا يوجد ما هو اسوأ من الحرب وأن التبرير الوحيد هو حضور المصالح وان السلوك النزيه الذي تحدثت عنه النظرية يتبخر وينهار أمام أشلاء الضحايا والأبرياء ودماء الشهداء بسبب تلك الحروب.