يعتمد الشباب اليمنيين بكل شرائحهم وفي مقدمتهم خريجوا الجامعات اليمنية والمظفون الحكوميين على الدراجات النارية التي وصفت “بالمنقذه” لقدرتها على الوصول بسرعة إلى المكان المطلوب، مع تخطي صفوف السيارات المزدحمة، حتى لو أدى الأمر إلى استخدام سائق الدراجة رصيف المشاة.
و نلاحظ خلال الأيام الماضية انتشار كثيف لسائقي الدراجات النارية في شوارع العاصمة صنعاءبالإضافة إلى الإزدحامات واكتظاظ السيارات في الشوارع ويعد ذلك مؤشراً على تزايد عدد السكان فيها نظراً لآلاف الأسر النازحة إليها من محافظة الحديدة والمناطق التي يسيطر عليها التحالف نتيجة الصراعات الدموية بين فصائله المسلحة والإغتيالات من قبل مجهولين والنهب والإختطافات.
“الدراجات النارية وسيلة لتأمين لقمة العيش”
وفي ظل الحرب التي شنتها دول التحالف الذي تقوده السعودية منذ 26مارس عام 2015 على اليمن تصاعدت معاناة معظم الأسر وشبابها فلم يجدوا أي حل غير الخروج لكسب رزقهم فمنهم من باع ذهب والدته وآخرين باعوا ممتلكاتهم الخاصة لشراء دراجات نارية ليتمكنوا من تأمين لقمة العيش وبالرغم من المخاطر والإصابات الخطيرة التي تؤدي إلى موتهم.
يقول الشاب أحمد موسى سائق دراجة لـ”الصباح اليمني” إنه يفكر كثير في كيفية تأمين قوت أسرته المكونة من والده ووالدته وثلاثة أخوة منذ تمكنه قبل عامين في امتلاك دراجة نارية مشيراً إلى أنه باع ذهب والدته لشراء الدراجة لكي توفر له دخلاً يومياً مناسباٌ لإعانته على تكليف حياته المعيشية البسيطة .
وأشار احمد إلى إنه نازح من مدينة تعز بسبب العنف والاغتيالات المستمرة ولم يجد مكان أمان غير العاصمة صنعاء للعيش بأمان مشيراً إلى المعاناة التي يمر بها هو وأسرته منذ اندلاع الاشتباكات في تعز وتابع قائلاُ “انقطاع الرواتب سبب عجزاُ كبير على أسرتي حيث أن والدي عسكري توفى ولم يبقى منه إلى راتبه فانقطاع الراتب ولم تجد أسرتي شيء غير بيع الذهب وشراء الدراجة لتأمين لقمة عيشنا.
“الجلوس في البيت دون عمل ربما يؤدي إلى حالة نفسية”
يقول سائق دراجة الشاب أسامة احمد لـ”الصباح اليمني” إن جلوسه في البيت دون عمل ربما يصيبه بحالة نفسية لأن أسرته تعاني من انقطاع الرواتب والحرب والحصار حيث انه يعول أسرته المكونة من والديه واخوين مضيفاً أن والده لايملك عمل غير عمله السابق موظف بقطاع خاص فخرج لتأمين لقمة عيشهم.
وفي السياق يقول الشاب ياسر الذي يملك دراجة نارية يعمل بها في العاصمة صنعاء إنه منذ بداية عمليات عاصفة الحزم بشهر مارس 2015 وهو يعمل من دون توقف لتأمين مصروف دراسته مؤكدا صموده تجاه العدوان حسب قوله.
إلى ذلك يقول علي من نازحي محافظة الجوف في صنعاء إنه يعاني من صعوبة في عمله على الدراجة النارية عندما يطلب منه بعض الركاب توصيلهم إلى مناطق لا يعرفها فيما يطلب منهم مبالغ منخفضة بسبب جهلة بالمسافة البعيدة للرحلة مشيراُ بقوله ” لا أصرح لهم بجهلي لأنّهم سيرفضون الصعود معي لكنني في وسط الطريق أصارحهم بالحقيقة وأطلب منهم توجيهي حيث انه يخسر في كثير من الرحلات بسبب ذلك لكنّه يقول إنّه يتعلم من أخطائه حين يتعرف على المناطق المختلفة.”
“ارتفاع أسعار المشتقات النفطية تقل من الدخل اليومي”
وتحدث أنور سائق دراجة نارية لـ”الصباح اليمني” عن ذهابه في الصباح الباكر سعياُ لتلبية متطلبات أسرته واحتياجاتها التي تتكون من والديه وثلاثة اخوه مشيراً إلى انه كان يعمل من قبل في بيع القات لمدة سنة ونصف حيث انه اشترى الدارجة النارية وأتخذ منها وسيلة لتأمين قوت يومه مضيفاٌ إلى إن ارتفاع المشتقات النفطية تقل من دخله اليومي.
“الدراجات النارية في اليمن وسيلة للكسب والنهب”
فيما تُستخدم الدراجات وسيلة لكسب لقمة العيش تُستخدم أيضا كوسيلة للنشل والسرقات وعمليات الإغتيالات حيث يثار جدل كبير في الشارع اليمني حول السماح لهم بالتجول وافعتال هذه الجرائم.
ومن جهة أخر يواجه سائق الدراجة النارية انتقادات عدة إثر الحوادث المميتة والسرقة، بالإضافة إلى الإزعاج الليلي وعدم انضباط السائقين بقواعد المرور يقول رجل المرور علي قاسم لـ”الصباح اليمني” أن شكاوى عدة من سائقي السيارات تصله بسبب عدم التزام سائقي الدراجات “المشاغبين” أنظمة المرور فضلاً عن عدم وجود أرقام على أغلبها، وعدم ارتدائهم للخوذ والملابس الواقية وهو ما يعرضهم للخطر لا سيما في الحوداث المرورية.