بقلم:عبد الباري عطوان|
من تابع تقاطيع وجه الشيخ صباح الأحمد الجابر امير دولة الكويت، وحالة الإحباط واليأس الغالبة في جميع لقاءاته التي اجراها خلال رحلاته المكوكية مع المسؤولين في السعودية والامارات ودولة قطر، يدرك دون ادنى عناء ان وساطته لم تحقق أي نجاح، وان الأمور ذاهبة الى التصعيد على الصعد كافة، السياسية والاقتصادية، وربما العسكرية أيضا.
مرة أخرى نقول “انها الحرب”، وانها ستنزلق الى مزالق “قذرة” و”غير مسبوقة”، لان كل طرف متمسك بمواقفه، ويرفض التنازل عنها، فالمعسكر السعودي الاماراتي المصري يريد التزاما كاملا وسريعا من قطر بتطبيق “الاملاءات” العشر، وقطر تتحدى وترفض تنفيذ أي منها، وتعلن حالة التأهب في صفوف قواتها تحسبا للاسوأ.
الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، امير دولة قطر كان محقا في رأينا عندما اعلن انه لن يقبل دعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحضور قمة لبحث الازمة في واشنطن طالما الحصار مستمر على قطر، لانه يريد ان يكون في بلاده ووسط شعبه لمواجهة اي طارىء، ولانه يدرك جيدا انه اذا غادر بلاده ربما لا يعود اليها، استيعابا لدروس جده الشيخ خليفه بن حمد الذي أطاح به ابنه الشيخ حمد بن خليفة (والد تميم)، اثناء زيارة له للقاهرة عام 1995، او ابن عم جده الشيخ حمد بن علي، اول امير لدولة قطر منذ استقلالها عام 1971، الذي غادر في زيارة رسمية من طهران ولم يعد منها الى الدوحة.
***
أربعة تطورات خطيرة وقعت خلال الـ 24 ساعة الماضية يمكن من خلال رصدها قراءة ملامح المآلات التي يمكن ان تنجر اليها الازمة:
-
أولا: دخول مصر الى الساحة بقوة، ودعوة كبير وفدها الدبلوماسي في نيويورك، السيد إيهاب مصطفى، مجلس الامن الدولي بإجراء تحقيق محايد حول اتهامات باقدام قطر على دفع مليار دولار نقدا (كاش) كفدية لمنظمة إرهابية في العراق، وأخرى في سورية من اجل اطلاق سراح 26 من أعضاء في الاسرة الحاكمة كانوا مختطفين في العراق، واكد انه اذا ثبت صحة هذه الاتهامات فانها ستشكل آثارا سلبية على جهود مكافحة الإرهاب.
-
الثانية: تصريحات خطيرة وردت على لسان وزراء اماراتيين، الأول هو السيد أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، وصف فيها تصرفات قطر بـ”المربكة” و”المرتبكة”، والثاني هو الدكتور سلطان بن احمد الجابر، وزير الدولة أيضا، الذي قال “ان الكيل قد طفح”، وأضاف “ان قطر مستمرة في دعم منظمات إرهابية مثل “حماس″ و”القاعدة” وحركة “الاخوان المسلمين”، الى جانب أخرى (انصار الشريعة) في ليبيا، الى جانب دعمها نظاما (ايران) يدعم الإرهاب في مختلف انحاء العالم”.
-
الثالثة: اعلان شبكة “الجزيرة” القطرية ان موقعها وحساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي تتعرض لهجوم معلوماتي ولمحاولة اختراق ممنهجة ومستمرة، كما تعرض التلفزيون الرسمي القطري لمحاولة قرصنة، بعد أسبوعين من اختراق موقع وكالة انباء “قنا” الرسمية.
-
الرابعة: موافقة البرلمان التركي على ارسال خمسة آلاف جندي لتعزيز القاعدة التركية العسكرية في قطر، وتوارد تقارير إخبارية عن وصول وحدات من الحرس الثوري الإيراني أيضا على شكل “مستشارين” و”مدربين”، ولكن لم يصدر أي تأكيد رسمي قطري او إيراني لها.