تسقط قطر، أو بالأصح يسقط اسم قطر وملامحها أثناء تناول الحديث عن جرائم الحرب في اليمن، وهو أمر غير مقبول ولا معقول، ولا يتناسب والدور القطري المهول.
حيث تذكر الجرائم السعودية، والانتهاكات الإماراتية وحيدة، قبل وبعد طرد قطر من التحالف العربي للحرب على اليمن.
فخلال عامين ونيف وقطر عضو أصيل في هذا التحالف بقيادة السعودية، لكنها لم تعطى مساحة الدور الإماراتي، ومنذ الوهلة الأولى ظهر ان الجزيرة تعمل ضد التحالف السعودي وتنشر أخبار لا تريدها الإمارات والسعودية، وكلها أخبار لتأجيج الصراع في اليمن، فكان طرد الجزيرة من عدن ثم تعز، وتقليص الدور القطري في اليمن لصالح الإمارات ” الخصم اللدود لقطر”
فالسعودية مهمتها توزيع الادوار، لتحافظ على دورها القيادي، وهي تدرك أن قطر منافس قوي لها في اليمن، وكلتيهما قطر والسعودية يعرفان تماما ماذا يعني التواجد في اليمن، واي منهما ليس حديث العهد بالعبث بالشأن اليمني، وتقوية الصراع الداخلي، والدعم السخي للقبائل بالسلاح، واذكاء نار السعير والاحتراب اليمني.
لذلك فمن الغباء التسامح وعدم ذكر الدور القطري العابث في اليمن، وكان الذئب خدعنا بقناع الحمل.
فكون الجزيرة تعيش الان صحوة متأخرة ، وتحاول لعب دور الإعلام المهني في اليمن، وبدأت تذكر لنا جرائم التحالف المتوحش ، فهي قبل طردها من التحالف، كانت رهن الإشارة السعودية برغم الخلاف بينهم. وكانت شريكة في التحريض والتجييش والتعتيم والاخفاء ، وهي تجيد لعبة الإخفاء.
فقطر شريكة بالدم اليمني، حتى وان اخفتها الجزيرة، فنحن نراها، شريكة أصيلة قبل وبعد عاصفة الحزم، هي من مولت جماعات العنف والإرهاب والتطرف في اليمن، مثلها مثل السعودية، وهي من دعمت أخوة السلاح، في الاصلاح، وقوضت الاستقرار السياسي اليمني، ورفدت حلفاء الداخل على مدار سنوات بالمليارات و المتطرفين، وسخرت أعلامها ومنابرها لذلك قبل 2011 وما بعدها.
قطر لها علاقة بصالح، والحوثيين، والإصلاح، والقاعدة، وماهي الحرب منذ سنوات وعقود غير مليارات تضخها السعودية وقطر لهؤلاء، لامراء الدم في اليمن.
فهل ننسى الدور القطري هكذا بسهولة، بمجرد طردها من عاصفة الحزم، وقبلها بسبب تهميش دورها لصالح الإمارات.
ان” السعودية ومعها الإمارات” كجهة ، يرتكبون فضائع حرب في اليمن، وإيران كجهة ثانية لها دورها الإجرامي في اليمن، فإن قطر ليست خارج القوس، أنها الركن الثالث في المثلث، الهرم الثالث، العنصر الثالث، والضلع الثالث في الثالوث المحرم..
السعودية- ايران- قطر .. هم زعماء اللعبة قبل عاصفة الحزم، قبل اشتعال حروب صعده 2004 وبعد الثورة الشعبية 2011 وإدخال الإمارات في عاصفة الحزم في اليمن 2015 جاء فقط لتقليص الدور القطري
وطرد قطر من التحالف ، جاء بعد عملها المنفرد في اليمن من تحت الطاولة، خارج قيادة ورغبة السعودية.
هكذا نفهم، وهكذا نرى، حتى وان لدى الدولة الغنية قناة كالجزيرة “طاقية الإخفاء” فنحن نراها. ولا يجدر بنا أن ننسى، ولا يليق بها تُنسى.