الصباح اليمني_الامارات
سلط تقرير نشرته وكالة أنباء أسوشيتدبرس، على الآثار التي تلقيها أزمة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، على عمليات الرقابة الجماعية من قبل السلطات الإماراتية.
ولفت التقرير إلى أن الإمارات لديها أكبر كثافة كاميرات رقابة بالعالم بالنسبة لعدد السكان، موضحا أن شوارع أبو ظبي والأماكن السياحية وناطحات السحاب بدبي، مليئة بالكاميرات التي تسجل وجوه المارة ولوحات السيارات.
وتابع التقرير: “كاميرات الرقابة يتم تبريرها على أنها ضمن إجراءات السلامة في البلد الذي يشهد تفشيا واسعا بفيروس كورونا، إلا أنها في الحقيقة تقدم للحكومة الديكتاتورية بالإمارات، وسائل لملاحقة أي شكل من أشكال المعارضة”.
ونقل التقرير عن الباحثة بوقفية كارنيغي للسلام العالمي جودي فيتوري بقولها: “لا توجد هناك أي حماية للحريات المدنية، نظرا لغياب الحريات من الأساس”.
مراقبة الناس
وذكر التقرير أن السلطات الإماراتية لم ترد على الدعوات المتكررة للتعليق على هذه الانتهاكات، مبينا أن “حالة الرقابة بالإمارات تقدم حيلا في كيفية العثور على السيارات، إلا أن الكاميرات المتعددة بالأماكن العامة، تتيح للحكومة مراقبة الناس وتتبعهم في كل أنحاء الإمارة”.
وأردف: “تستطيع الشرطة وبسهولة الحصول على لقطات الكاميرات، من متعهدين مرتبطين بالدولة أو البنايات الأخرى”، لافتة إلى أن الإمارات أثبتت قدرتها على استخدام هذه الكاميرات، بعد عملية اغتيال القيادية بحركة حماس محمود المبحوح، حينما توصلت الشرطة لخيوط العملية ولعملاء الموساد.
وأشار التقرير إلى أن صور هذه الكاميرات أظهرت وصول عملاء الموساد إلى مطار دبي، ومن ثم ملاحقتهم للمبحوح، وقد تخفوا بملابس لاعبي التنس، مؤكدا أن “عدد الكاميرات التي راقبت دبي في وقتها، بلغت 25 ألف ةو كاميرا”.
واستدرك التقرير: “إلا أن الوضع اختلف اليوم، وأصبحت الرقابة أكثر تقدما وانتشارا، وسهلت التكنولوجيا من عمليات الملاحقة والتتبع”، مفيدا بأنه “في نهاية عام 2016 تعاونت شرطة دبي مع شركة مرتبطة بـ”دارك ماترز” بأبو ظبي، واستخدمت تقنية “بيغاسوس” للتجسس وتجميع ساعات طويلة من الرقابة وملاحقة أي شخص”.
“برنامج عيون”
ولفت إلى أن “شركة دارك ماتزر استأجرت محللين سابقين بالمخارات الأمريكية، ووكالة الأمن القومي، ما أثار مخاوف، في ظل انتهاكات الإمارات ضد الناشطين بحقوق الإنسان”، مشددا على أنه “قبل بداية الوباء أعلنت شرطة دبي عن مشروع رقابة بالكاميرات، من خلال الذكاء الاصطناعي (عيون)”.
وتابع: “وصفت الحكومة الإماراتية في كانون الثاني/ يناير 2018 هذا المشروع، بأنه وسيلة لمنع الجريمة وتخفيف الوفيات بسبب حوادث الطرق”، لافتا إلى أن البرنامج شمل تعاون بين الشرطة ومؤسسات حكومية وشبه حكومية، والتي تملك شبكة رقابة واسعة.
وأورد التقرير تصريحات لمدير الإدارة العامة للذكاء الاصطناعي بشرطة دبي خالد الرزوقي، والتي قال فيها إن “نظام عيون سيقوم بفحص حرارة من يمرون به، للتأكد من التزام الناس بالتباعد الاجتماعي”.
إلا أن التقرير أكد أنه “بعيدا عن برنامج عيون تقوم شرطة دبي بتجربة كاميرات الخوذ الحرارية، والتي تقوم من خلالها الشرطة بفحص حرارة المارة”، لافتا إلى أن “مراكز التسوق طبقت سلسلة من كاميرات المسح الحراري، والتي تقوم بفحص أقنعة الناس”.
وأفاد بأن الإمارات تمتلك قواعد بيانات واسعة تتعلق بالتعرف على الوجه من خلال كاميرات إضافية جرى نشرها بالبلاد، مبينا أن “السلطات حصلت على قواعد البيانات من الرقم الوطني، الذي يستخدمه المقيمون لإتمام إجراءات الدخول من مطار دبي الدولي”.
ورجح التقرير وجود نظام أمني لدى سلطات أبو ظبي يعتمد على الكاميرات، منوها إلى أن إمارة رأس الخيمة أعلنت في شباط/ فبراير الماضي عن تركيب 140 ألف كاميرا مراقبة.
وأردف: “كل هذا في وقت تمنع فيه الإمارات الأحزاب السياسة واتحادات العمالية والتظاهرات، مع أنها أعلنت في عام 2019 كعام للتسامح”، مشيرا إلى أن القوانين تمنح سلطة للدولة كي تعاقب الأشخاص بسبب كلام أو خطاب نشروه، فيما تظل المؤسسات الإعلامية المنقادة ملكية للدولة أو مرتبطة بها.
وكشف تقرير لفريدم هاوس السنوي عن “احتجاز عشرات الناشطين وقادة المجتمع المدني والأكاديميين والطلاب خلال عام 2019 كجزء من القمع”، وجاء فيه “يمنح النظام السياسي في الإمارات الحكم الوراثي احتكارا للسلطة، ويستبعد إمكانية تغيير الحكومة من خلال الانتخابات”.
ولفت تقرير وكالة أنباء أسوشيتدبرس إلى أن معظم الكاميرات والماسحات الحرارية صنعت في الصين، وأعلنت شركة صينية عن عقد لتجريب عقار ضد فيروس كورونا في أبو ظبي، وتم توقيعه مع مجموعة 42 وهي شركة جديدة تصف نفسها بشركة الذكاء الإصطناعي، وتخزين البيانات السحابية.
وذكر أن الشركة الإماراتية تعاونت مؤخرا مع شركات إسرائيلية في مجال فيروس كورونا، وتعاونت مع الصين لمعالجة عمليات الفحص الجماعية بالإمارات، فيما رفضت السفارة الأمريكية عرضا لفحص أمريكيين، بسبب الدور الصيني بالبرنامج.
وختم التقرير بقوله: “الدور الصيني يظل محل قلق للأمريكيين، والقوات التي تعمل في الإمارات”.