من الواضح للجميع أن الفشل يلاحق المملكة العربية السعودية وحلفاءها في اليمن بعد مرور نحو عامين ونصف العام على بدء عاصفة الحزم ضد اليمن والتي لم ينتج عنها حتى الآن سوى المجاعات والكوارث الإنسانية وقتل المدنيين بالآلاف تحت القصف السعودي فضلا عن انتشار الكوليرا التي تهدد بالقضاء على البلاد بأكملها.
ويرى المراقبون أن السعودية وحلفاءها يقومون منذ أكثر من عامين باستخدام طائرات وصواريخ دقيقة التصويب أمريكية الصنع، في إحدى أكثر الحملات العسكرية الجوية تقدما على واحدة من أفقر الدول في العالم وعلى الرغم من ذلك لم تحقق سيطرتها على كامل الأراضي اليمنية بل إنها تعاني من حرب استنزاف كبدتها مئات المليارات من الدولارات فضلا عن الخسائر البشرية في صفوف قواتها.
ولفتوا إلى أن الحرب على اليمن خلفت الكثير من الخسائر البشرية والمادية في هذا البلد الفقير أساسا مما جعله يدخل دوامة اللا عودة دون وضوح أي رؤية لانتشاله من هذا العبث، موضحين أنه على سبيل المثال نجد أن اليمن تعاني حاليا من شبح تفشي المجاعة وانتشار الكوليرا بشكل غير مسبوق في أي منطقة بالعالم حيث أن هناك أكثر من 17 مليون يمني يواجهون خطر المجاعة الحقيقية مؤكدين أن هناك حاجة لتأمين حوالي 2.3 مليار دولار لمواجهة الاحتياجات الإنسانية لم يتم تغطية سوى 39% فقط من هذا المبلغ، في الوقت الذي كبدت فيه الحرب على اليمن، السعودية وحلفاءها أكثر من 700 مليار دولار على مدار أكثر من عامين.
كما تشير البيانات والإحصاءات الدولية إلى أن هناك ما يقرب من 16 مليون شخص يفتقدون لمصادر المياه الصحية القابلة للاستعمال كما أن هناك حوالى 7 ملايين مواطن يمني لا يعلمون كيف سيحصلون على وجبة غذائية أخرى فيما بات 25% من السكان باليمن محرومون من وجود دخل ثابت يؤمن لهم احتياجاتهم المعيشية.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أكدت أن وباء الكوليرا في اليمن أصاب أكثر من 500 ألف شخص وقتل نحو 2000 آخرين لافتة إلى أنه على الرغم من أن انتشار الوباء تراجع بشكل ملحوظ مؤخرا إلا أنها حذرت من أن الوباء المنقول عبر المياه لا يزال يصيب خمسة آلاف شخص يوميا لافتة إلى أن الوباء انتشر بسرعة نظرا لتدهور الأوضاع الصحية، مع وجود ملايين اليمنيين المحرومين من المياه النظيفة.
وأكد المراقبون أن ما يزيد الأمور سوءا في اليمن هو أن المنافذ البرية والبحرية والجوية تكاد تكون مغلقة تماما أمام المساعدات الإنسانية للمدنيين لافتين إلى أن فتح هذه المنافذ يقع على عاتق الحكومة اليمنية ودول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية. وأوضح المراقبون أنه فى محافظة حضرموت على سبيل المثال نجد أن بها مطاري الريان وسيئون وبالقرب منهما مطار سقطري وكلها تحت سيطرة الإمارات بالإضافة إلى مطار عدن الدولي الذي يعد المنفذ الجوي الوحيد لخمس محافظات جنوبية باليمن ولكنها جميعا مغلقة أمام المساعدات الإنسانية.
وبالنسبة للمنافذ البحرية فإن هناك ميناء عدن الذي تسيطر عليه الإمارات والذي اقترحته الحكومة اليمنية لإيصال الإمدادات الإغاثية عبر 4 أرصفة ترتبط بشبكة طرقات برية وهو أمر غير كاف لتغطية كافة احتياجات السكان باليمن وهو الأمر الذي يستدعي ضرورة فتح كافة المنافذ الجوية والبحرية والبرية لإنقاذ الشعب اليمني من الموت جوعا.
كما أن هناك ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون والذي اقترحت الأمم المتحدة تسليمه إلى طرف ثالث لتوصيل المساعدات عبره إلى السكان كما أن هناك ميناء الصليف الذي يسيطر عليه الحوثيون أيضا، ولكن الأمور لم تمضي كما تخطط الأمم المتحدة مما جعل اليمنيين تحت سيطرة الإماراتيين الذين يسيطرون على بعض المواني من جهة والحوثيين الذي يسيطرون على منافذ أخرى وجميع الأطراف لا تنظر إلا إلى مصالحها فقط دون النظر إلى الشعب اليمني.
وأضاف المراقبون أن هناك عددا من المواني الأخرى مثل المخا في محافظة تعز والمكلا والذي يعد المنفذ البحري الوحيد في حضرموت حيث تسيطر الإمارات عليه، فضلا عن المنافذ البرية مثل منفذ الطوال أو حرث وهو منطقة عسكرية مغلقة منذ بدء الحرب، ومنفذ البقع في صعدة وصرفيد وشحن الجمرك مع سلطنة عمان ثم منفذ الوديعة في محافظة حضرموت، لافتين إلى أن جميع الموانئ تعتبر شبه مغلقة أمام المساعدات الإغاثية للشعب اليمني الذي أصبح ضحية حرب لا يبدو لها في الأفق نهاية.
ولفت المراقبون إلى أنه من الواضح أن السعودية وحلفاءها يسيرون في نفق مظلم لا بوادر لنهايته في ظل استمرار الحرب دون أي مؤشر على تحقيق انفراجة على أي مستوى ورغم التفوق العسكري الواضح للتحالف إلا أنه لم يقترب بأي درجة من تحقيق النصر، بل إنه أدى إلى تفاقم أزمات إنسانية دفعت بالبلاد إلى شفا المجاعة، كما أن هذه الحرب أشعلت غضبا دوليا نظرا لارتفاع حصيلة القتلى من المدنيين.
المأساة الإنسانية في حرب اليمن
بداية الحرب مارس 2015
17 مليون يمني على حافة المجاعة
16 مليون شخص يفتقدون لمصادر المياه النظيفة
7 ملايين مواطن يمني لايملكون وجبة غذائية
25 % من السكان محرومون من وجود دخل ثابت
500 ألف شخص مصابون بالكوليرا
5 آلاف شخص يصابون يومياً بالكوليرا
الاحتياجات الإنسانية تتطلب توفير 2.3 مليار دولار
لم يتم تغطية سوى 39% فقط من هذا المبلغ
السعودية وحلفاؤها أنفقوا على الحرب أكثر من 700 مليار دولار